السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن المعلوم أن لكل دواء أضرار جانبية تختلف من شخص لآخر، لكن فوائدها تكون أكبر مقارنة بالآثار الجانبية، ولدواء (سبراليكس) آثار بسيطة في بداية العلاج، مثل الدوخة وجفاف الفم والصداع وغير ذلك، لكن هل مع إمكانية الاستخدام التدريجي بالتسلسل المستمر حتى الوصول للجرعة المطلوبة يؤدي إلى تقليل هذه الآثار؟ وهل هذه آثار مؤقتة أم مستمرة؟
بالنسبة لتأخر القذف وضعف الرغبة الجنسية أو الانتصاب التي من الممكن أن تحدث لبعض الرجال .. هل هذه آثار مؤقتة أم أنها تستمر مع استمرار استعمال الدواء؟ وإذا كانت تستمر مع استمرار الدواء فهل تستمر حتى بعد التوقف بسبب الاستعمالات الطويلة والجرعة القصوى؟ وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الآثار الجانبية للعقار الذي يعرف باسمه التجاري (سبرالكس Cipralex) وباسمه العلمي (استالوبرام Escitalopram) تتفاوت من إنسان لآخر، والآثار مثل الدوخة وجفاف الفم هي قليلة جدا مع استعماله، وذلك مقارنة مع الأدوية الأخرى والتي تتصف بقوة الآثار الجانبية التي هي ناتجة من مكون (الكولين Kaolin) الموجود في هذه الأدوية.
والاستخدام التدريجي هو الحل لعدم حدوث هذه الآثار الجانبية، وينتج عن ذلك عدم وجود آثار جانبية مطلقا أو تكون خفيفة الوقع، وأتفق معك تماما وأقول لك بكل تأكيد أن الاستخدام التدريجي المتسلسل سوف يؤدي إلى عدم حدوث هذه الآثار الجانبية أو إلى تقليلها، وهذا أيضا ينطبق على الآثار الانسحابية البسيطة التي ربما تكون مصاحبة لهذه الأدوية، حيث إن البعض يتوقف عن الدواء فجأة وهذا قد يؤدي إلى آثار جانبية انسحابية تتمثل في ظهور قلق وتوتر بسيط ودوخة، ولكن الإنسان حين يتوقف أيضا بالتدرج وببطء لن يحدث هذا الأثر الجانبي.
وأما بالنسبة للآثار الجانبية لكل دواء فإنها تعتمد على المدة التي يظل فيها الدواء نشطا في دم الإنسان، ويعرف عن (سبراليكس Cipralex) أن آثاره تختفي تماما بعد اثنين وسبعين ساعة، وعليه تعتبر الآثار الجانبية هي آثار مؤقتة وتختفي باختفاء فعالية الدواء وانقطاعه من الدم، فأرجو الاطمئنان أيضا.
وأما ما يتعلق بقضية تأخير القذف فإنها قد تحدث لبعض الناس وهي تعتبر علاجا أيضا لبعض حالات القذف السريع وضعف الرغبة الجنسية، وهذا أمر فيه الكثير من الخلاف، ولكن لا نستطيع أن ننكر أو نخفي أنه ربما يحدث لبعض الناس خاصة الذين يفكرون في هذا الأمر كثيرا أو تكون لهم معلومات مسبقة عن هذا الأثر الجانبي، فالعامل النفسي لا يمكن تناسيه وهو الذي يؤدي إلى شدة هذا العرض إذا ظهر لدى الشخص الذي يستعمل هذا الدواء، والذي نؤكده أيضا وبصورة قاطعة وجازمة أن هذه الآثار الجانبية هي آثار مؤقتة وتختفي تماما بعد التوقف عن الدواء بثمان وأربعين ساعة إلى اثنين وسبعين ساعة، والذي نستطيع أيضا أن نوضحه وبكل جلاء أن هذا الدواء لا يؤثر مطلقا على هرمون الذكورة أو الخصوبة لدى الرجال أو الإناث.
فأرجو أن تطمئن وتتأكد تماما أن كل أعراض هذا الدواء - سواء كانت في بداية العلاج أو التي قد تستمر قليلا مثل ضعف الرغبة الجنسية - مرتبطة باستعمال الدواء وهي ليست دائمة وليست مزعجة بعد أن يتوقف الإنسان عن الدواء، ومهما طال استعمال الدواء فهذه الآثار الجانبية لا خطورة منها مطلقا ولا تزداد أبدا مع الاستعمال الطويل، بل على العكس تماما هناك من ذكر لي أنه حتى رغبته الجنسية قد تحسنت كثيرا بعد أن استعمل هذا الدواء لمدة طويلة وبجرعات كبيرة، وهذا ربما يكون تفسيره أن الاكتئاب النفسي أو القلق النفسي أو الخوف كان هو السبب في الضعف الجنسي والذي زال واختفى بعد أن تناول الإنسان الدواء، نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.