ما حكم إعجاب الفتاة بشاب وتفكيرها الدائم فيه؟

0 519

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد قرأت الرسالة رقم (284328) أحببت استشارتكم:
أعمل بإحدى الجمعيات الخيرية، والحمد لله أنا ملتزمة، ولا أسمح لأحد بالتحدث معي بلا ضرورة، والكل يحترمني ولله الحمد، الأمر هو أنني أعجبت بشاب لخلقه الرفيع ودينه، ولكن لم أبرز ذلك أبدا لتديني وحيائي والحمد لله، شعرت أنه يبادلني نفس المشاعر ولكن دون أن يتحدث معي نهائيا، هو يحترمني جدا، ويراعي الله في التعامل معي.

تعرف أخي عليه وأثنى على خلقه ودينه، ولكن لم يفاتح أخي في أي شيء، أشعر بأن إعجابي بهذا الشخص يزداد يوما بعد يوم، وأخشى أن يكون تفكيري في هذا الشاب حراما، ماذا أفعل لحين تقدم هذا الشخص لي، أريد حلا لا يفقدني حيائي واحترامي لنفسي، وفي نفس الوقت لا أفقد هذا الشخص، أعلم أن الله بيده كل شيء، وأن هذه الأمور مقسومة ومقدرة؛ لذلك أنا موكلة أمري لله، وأستخير الله إن كان خيرا لي أن يرزقني إياه وإلا فليصرفه عني.

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فان الحياء خلق الإسلام وسمت أهل الإيمان، وهو لا يأتي إلا بخير كما أخبرنا المبعوث من عدنان، والحياء مطلوب من الرجل والمرأة؛ لأنه من شعب الإيمان، ولكنه من المرأة أكمل، وفيها أجمل، والحياء للمرأة كالغطاء للحلوى، فإذا فقدت الحلوى غطاءها كانت عرضة للجراثيم والميكروبات، وإذا فقدت المرأة حياءها كانت عرضة للألسن المريضة والنفوس الخبيثة، وشدة الحياء تعتبر أكبر العناصر في لفت أنظار الرجال إلى المرأة، وليس الأمر كما تظنه المتبرجات اللائي ربما وجدت الواحدة من يضحك معها وقد يثني عليها ولا يرضاها أما لعياله أو حارسة لبيته، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان من مناقب عثمان بن عفان شدة حيائه.

وقد أسعدني معرفة شقيقك به وثناؤه عليه، وهذا مفتاح مهم جدا للتواصل، وأرجو أن يقترب ويعمق المعرفة معه، ثم يعرضك عليه، وقد فعل هذا السلف الأبرار حيث عرض سعيد بن المسيب إمام التابعين ابنته على أبي وداعة، وعرض الفاروق - رضي الله عنه- ابنته حفصة على الصديق ثم على عثمان، وفازت حفصة -رضي الله عنها- بالمبعوث للثقلين، وأصبحت أما للمؤمنين.

إن مجرد الإعجاب والتفكير في شاب من الصالحين لا يكون حراما، ولكن الممنوع هو علاقات عاطفية خارج الأطر الشرعية، وإعجاب الشاب بالصالحة، والصالحة بالرجل الصالح هو الأصل، وهو دليل على حب الخير وأهله، وسوف يأتيك ما قدره لك الله، وكوني واثقة أن احترام الجميع لك دليل على أنك على الخير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأسأل الله أن يجمع بينك وبينه على الخير، وأن يكتب لك السعادة، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات