السؤال
سيادة المستشار! ربما تكون حالتي سهلة، ولكني أخاف أن تكون في مراحلها الأولى لأني أشعر أنها تتطور يوما بعد يوم، وحالتي هي باختصار شديد: عندما أكون متهيئا للنوم وأكون قد دخلت الحمام - أكرمك الله - يأتيني إحساس بأني بحاجة للحمام، وبداية كنت أتعامل معه بسهولة، بمعنى أني سرعان ما أذهب للحمام ليخرج مني شيء قليل من البول وأعود، وبعد فترة حاولت تجاهل الأمر والاستعاذة بالله من الشيطان لكن لم أستطع المقاومة، فالإلحاح شديد، حتى صرت أذهب إلى الحمام عند التهيؤ للنوم مرات، وكل مرة أذهب للحمام يخرج مني قليل من البول، وهذه الحالة لا تأتيني إلا عندما أكون على فراش النوم، أما في العمل أو في البيت حيث أكون منشغلا بشيء لا تأتيني، أرجو من سيادتكم شرح حالتي هذه وأسبابها وسبل علاجها.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه الحالة التي تعاني منها هي من الحالات الشائعة، وهي حقيقة تعبير عن القلق النفسي، والقلق النفسي ليس من الضروري أن يظهر في مكوناته النفسية المعروفة من توتر وعصبية وعدم ارتياح وشعور بالضيق الداخلي؛ فإن البعض قد يظهر لديهم القلق في شكل أعراض جسدية ومنها الرغبة في الذهاب إلى الحمام عدة مرات، خاصة قبل النوم – كما ذكرت – أو حين يكون الإنسان في موقف اجتماعي معين يتطلب المواجهة.
هذا هو الأعم، وهذا هو الأكثر شيوعا فيما يخص الظاهرة التي تشتكي منها، ولكن هنالك بعض الناس أيضا لديهم ما يعرف بـ (المثانة العصبية) أو (المثانة العصابية)، وهذا يعني أن عضلات المثانة تنقبض في بعض الأحيان أكثر من اللزوم، وبالطبع حين تنقبض هذه العضلات فإن هذا سوف يجعل استيعاب المثانة لكميات كبيرة من البول غير سهل، وهذا الانقباض يقلل كثيرا من حجم المثانة مما يجعل الإنسان يذهب كثيرا إلى الحمام ومحاولة إفراغ المثانة بالرغم من قلة البول.
هنالك بعض الناس الذين يعانون من التهابات بسيطة في غدة البروستاتا، فقد يعانون أيضا أو تظهر عليهم مثل هذه الشكوى التي تعاني منها، ولكن الأمر الغالب والأكثر انتشارا هو القلق النفسي.
ربما يكون من الحكمة أن تقابل طبيب مسالك البولية حتى يقوم بإجراء الفحوصات الأساسية البسيطة، وبعض أطباء المسالك البولية يعطي علاجا يؤدي إلى استرخاء عضلات المثانة وهذا يفيد كثيرا في المثانة العصبية، وهذه المثانة – في بعض الأحيان – تكون مرتبطة بالقلق، فأرجو أن تقوم بهذه الخطوة.
أما بالنسبة للجانب النفسي فهنالك آليات جيدة وممتازة وتساعد في مثل حالتك هذه، ومن هذه الآليات هي أن تكثر من ممارسة الرياضة – خاصة رياضة المشي أو الجري - وكذلك التمارين التي تقوي عضلات البطن؛ لأن عضلات البطن حين تقوى سوف تؤدي أيضا إلى تقوية عضلات المثانة، هذا أولا.
ثانيا: عليك أن تحاول أن تمسك البول في أثناء النهار بقدر المستطاع؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى اتساع المثانة وتحملها لكميات أكبر من البول.
ثالثا: أرجو حين تذهب إلى الحمام لقضاء حاجتك أن تتأكد أنك قد أفرغت المثانة بصورة تامة، فإن كثيرا من الناس يذهب إلى الحمام حين يحس بالشعور أنه يريد أن يقضي حاجته، ولكن بعض الناس بعد أن ينتهي الألم أو ينقطع البول أو يضعف تياره فبعد ذلك يعتقد أن البول قد انتهى، ولكن حقيقة الأمر أن الدراسات أشارت أن بعض الناس يكون لديهم ربع أو ثلث كمية البول ما زالت موجودة في المثانة، وهذا أيضا يؤدي إلى خلل في وظائف المثانة وكذلك الصمامات التي تحبس وتفتح حسب عودة الإنسان لأن يفرغ المثانة.
فأرجو أن تكون حريصا وتجلس وقتا كافيا لقضاء حاجتك، وتحاول أن تدفع حتى يخرج البول بصورة كاملة.
يأتي بعد ذلك أن عليك أن تتجنب تناول أي نوع من المشروبات المدرة للبول قبل النوم، وهذا يفضل قبل النوم بساعتين أو ثلاث ساعات، ألا تتناول أي مدرات للبول خاصة الحليب ومحتويات الكافيين كالقهوة والشاي والبيبسي.
وبعد ذلك أود أن أصف لك بعض الأدوية البسيطة المضادة للقلق، والتي تساعد في مثل هذه الحالات، فهنالك عقار يعرف تجاريا وعلميا باسم (موتيفال Motival) سوف يفيدك إن شاء الله تعالى، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
أرجو اتباع هذه الإرشادات وإن شاء الله تعالى سوف تجد أن هذه العادة قد انتهت وقد تخلصت منها، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.