الزواج من متزوج مع ثنائه على الأولى

1 606

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري (30) سنة، على قدر عال من التدين والأخلاق والتربية والسيرة الحسنة والجمال، ومن عائلة محترمة ومرموقة في بلدي، وأفرادها مراكزهم الوظيفية والاجتماعية مهمة، وجميع إخواني الرجال والنساء متزوجون ومتزوجات من أشخاص على نفس القدر من المكانة الاجتماعية التي توازي مكانة أسرتي.

وقد قصدت بذلك أن أوضح أنني فتاة مرغوبة وشخصيتي تجذب أي شخص ولله الحمد، وهذا ليس غرورا، ولا أزكي نفسي على الله عز وجل، ولكني أحاول نقل الصورة فقط.

ومنذ عامين التقيت في عملي برجل متزوج وله ثلاث بنات، أكبرهن في السادسة من عمرها وأصغرهن عمرها عامان، وزوجته سيدة فاضلة يثني عليها دائما وعلى تفانيها في خدمته، لكنه لا يحبها ولا يكرهها، فهو على الحياد، وليست صديقته على حد تعبيره، وقد وجدنا تقاربا شديدا بيننا في الأفكار والتصرفات والعقلية والاهتمامات، وهذا جعلنا نقترب من بعضنا، وولدت بيننا ما يسمونه بالحب أو الائتلاف والتقارب والنقاط المشتركة التي من شأنها أن تجعل الحياة بين أي زوجين أفضل، وتستمر بصورة أحسن.

والمشكلة أنه متزوج، ورغم إقراري بأمر الله في التعدد إلا أنني أخشى من أن أكون ظالمة لنفسي أولا ثم أكون السبب في هدم أسرة وتشريد أطفال يحتاجون أن يكونوا بين والديهم، وقد يكون هذا سببا في ظلم زوجته، خاصة أنها مصرة على عدم الموافقة وطلب الطلاق إن تزوج مني، وقد تحدثت معها أكثر من مرة ولساعات طويلة في محاولة مني لإقناعها بقبولي أختا لها أو صديقة وليست ضرة، ولكن دون فائدة.

وأكثر ما يؤرقني ولا أستطيع النوم بسببه هو والدي، حيث يتمنى أن يراني عروسا مع شاب لي وحدي دون أي مشاكل، فأنا أكبر أولاده وأول حفيدة لأسرتي، وأجد نفسي خائفة من أن أفاتحه في الموضوع وأخشى عليه من الصدمة وأن أظلمه بقراري هذا.

وقد حاولت طيلة العامين الماضيين أن أبتعد عن هذا الرجل دون فائدة، ونشعر أننا لا يمكننا أن تكون لنا حياة بدون الآخر، وهو يريد استخدام حقه الشرعي في الزواج بأخرى حتى لا يقع في الخطأ، وأريد حقي الشرعي في الزواج بمن أشعر أن حياتي معه سوف تصبح أفضل إن شاء الله، وقد قمت بأداء العمرة منذ شهر تقريبا واستخرت الله عز وجل في مكة المكرمة، ولا أجد إلا كل تسهيل للزواج بهذا الرجل، فارتباطنا ببعضنا زاد في الآونة الأخيرة، والكبار العقلاء من أهله يعلمون وموافقون ومستعدون للكلام مع والدي وإقناعه، لكنهم فشلوا في إقناع زوجته.

والحل الوحيد أمامنا أن نتزوج زواجا شرعيا على يد مأذون دون علم زوجته أو والدي إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، فهل أوافق على زواجي به دون علم والدي وستكون كامل حقوقي الشرعية محفوظة؟ وهل سأظلم نفسي ووالدي وزوجته إذا فعلت ذلك؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Malak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإننا ننصحك بعدم الزواج بهذا الرجل ولا بغيره دون علم والدك، وأرجو أن تستغفروا الله وتتوبوا إليه؛ لأن كل العلاقة التي سبقت كانت مخالفة للقواعد الشرعية، ونحن نخاف عليك من هذه العلاقة التي نشأت في الخفاء، والبدايات الخاطئة لا توصل إلى النتائج الصحيحة.

ولا مانع من تصحيح الأوضاع بالتوبة النصوح ثم بطلب يدك من والدك بحضور أهلك ومحارمك، ولا مانع من أن يجتهد أهله في إقناع الوالد، ونتمنى أن لا يحدث الزواج إلا بعد إرضاء الوالد.

وأما بالنسبة لزوجته وأطفاله فسوف ينالون ما قدره الله لهم، ومن واجبه إحسان المعاملة لزوجته التي مدحها وأثنى عليها، ونحن ننصحه بعدم تلبية طلبها إذا أصرت على الطلاق.

وأرجو أن تعلمي أن زواجك بالرجل دون علم والدك سوف يضعف موقفك، ويظهرك بمظهر من تجري وراء الرجل، وهذا عكس ما أراده الإسلام للمرأة، حيث أرادها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، بحيث لا يستطيع كرام الرجال الوصول إليها إلا بعد أن يطرقوا الأبواب ويقدموا الثناء العطر ويبذلوا صداقا يدل على صدقهم.

ولست أدري كيف سينجح رجل لم يتمكن من النجاح مع امرأة يثني عليها؟! وأرجو أن يعلم الجميع أن الكلام الجميل يجيده الكثيرون ولكن هل يستمر الوضع كما هو عليه؟

ولا يخفى عليك أن الأمر بيدك وأنت صاحبة المصلحة، ولكني لا أنصحك بعمل أي شيء دون علم الوالد وموافقته، إلا بعد الدراسة الشاملة للموضوع والنظر في الخيارات البديلة، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات