السؤال
السلام عليكم.
أخاف كثيرا أن أرتبط بشخص يكون مؤتمنا على نفسي وقلبي ثم يخونني، ولذلك أرفض كثيرا من الأشخاص في مناصب عالية، علما بأني على قدر كبير من الجمال، ولدي ثقة في نفسي، ولكن كثرة خيانات الأزواج جعلتني أتمنى أن أرتبط بإنسان محترم يحترمني في وجودي وعدمه.
ولكني أصبحت لا أثق بأحد وأرى أن هذا الشخص في خيالي فقط، ورغم أني لم أتعرض للخيانة من قبل ولله الحمد ولم أعش قصة حب من قبل إلا أن هاجس الخيانة يلازمني، وقد أعجبت ببعض الشخصيات ولكني لم أحب، وفرق كبير بين الإعجاب والحب، فكيف أتخلص من شبح الخيانة؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الطموحة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن مخاوفك ليست في مكانها، وفي الناس أطهار وأخيار، بل الأصل في الناس هو الطهر والصدق والخير، خاصة في مجتمعاتنا الإسلامية العربية، ولكن المؤسف أن نماذج الخيانة تضخم وتشاع وتنتشر في زمان قل فيه من يهتم بنشر الفضيلة.
وأرجو أن لا توافقي إلا على صاحب الدين والأخلاق الذي يأتي البيوت من أبوابها، ومن حقك وحق أهلك أن يسألوا عنه ويتأكدوا من صدقه وصلاحه، وسوف تجد كل فتاة ترغب في صاحب الدين والأخلاق ضالتها؛ لأن مواكب الصالحين تملأ المساجد والمؤسسات، فاطردي عنك هذه الوساوس وراجعي مصادر التلقي؛ لأن مثل هذا الشعور لا يتولد إلا عند من تجلس عند القنوات أو تدخل إلى المواقع التي تنشر الفحش أو تكون ممن تجالس الفاشلات أو تسمع إلى من همهن إشاعة الفاحشة، فابحثي عن الصالحات وأحسني الظن بالمؤمنين والمؤمنات.
وأرجو أن تعلمي أن كل خيانة من الرجل سيكون للمرأة في الغالب دور عظيم فيها، وذلك لأن بعض الزوجات تهمل زينتها ولا تهتم باحتياجات زوجها ولا بمشاعره، فهي تقابله بثياب الطبخ أو ثياب الأطفال، وتنسى أنه يواجه الفتن ويرى المتبرجات في مكان العمل وفي الطرقات وفي الشواطئ.
والمرأة الناجحة هي التي تحتل قلب زوجها وعقله وتجعل بيتها بيئة جاذبة للرجل، فهي تحسن وداعه وتسأل عن أحواله وتحسن استقباله، وهي بذلك تمنعه من السقوط في براثن الخيانة.
ونحن نتمنى أن يرزقك الله الزوج الصالح الوفي من أجل أن تبادليه الصدق والوفاء، ومن الضروري أن يشعر الرجل بحب زوجته وثقتها فيه؛ لأن ذلك هو أكبر وأهم ما يمنعه من الخيانة بعد خوفه ومراقبته لربه، ولذلك أحذرك من إظهار المخاوف لمن يتقدم لخطبتك ولا تقبلي إلا بصاحب الدين والأخلاق.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة إحسان الظن بالآخرين وحاولي أن تتابعي المواقع الطيبة والقنوات الطاهرة، وكم نحن سعداء بتواصلك مع موقعك، وكرهك للخيانة دليل على صفاء معدنك وطهر نفسك، فهنيئا لك، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.