نصائح لمطلقة تعاني الحزن والشوق الشديد إلى أمها المتوفاة

0 364

السؤال

السلام عليكم.

أنا مطلقة وعندي ابن عمره (6 سنوات)، ماتت أمي من (4) سنوات، ليس للفرح مكان في قلبي، أشعر بالحزن دائما، وأشتاق لأمي كثيرا، أعيش في بلد غير بلدي، أعاني وأتمنى أن أعيش حياتي سعيدة كالآخرين بعيدا عن الأحزان، لا أخرج إلا للعمل، يصعب أن أجد صديقات بدون مصلحة، لا أثق بأحد، أحب أهلي كثيرا.

سؤالي هو: لماذا أحن إلى أمي وأشتاق لها كأنني سأراها وهي لم تمت بعد؟ كيف لي أن أشعر بالسعادة الحقيقية مع أني أعمل، وإيماني بالله كبير جدا، والله سبحانه وتعالى دائما معي، وأوضاعي جيدة، ولكني أتوق إلى راحة البال؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم باسل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإذا كان الله معك فمن سيكون عليك، فتمسكي بعرى الإيمان، وأكثري من ذكر الرحيم الرحمن، واجتهدي في تلاوة القرآن، ومرحبا بك في موقعك بين الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يرزقك الفلاح والرضوان.

ولا يخفى على أمثالك أن الوالدة -رحمة الله عليها- تنتفع بدعائك لها، فعليك بقضاء الله وقدره فإنه باب السعادة الأكبر، واعلمي أن الحياة ماضية، وأن الموت سبيل كل حي، وأن الدنيا تجمع وتفرق ولو دامت لما وصلت إلينا، فأقبلي على طاعة الله، وادفعي ولدك إلى بيوت الله، وساعديه على حفظ كتاب الله، وأدخلي نفسك في زمرة المطيعات لله، واعلمي أن الإنسان إذا عرف الحق عرف أهله، وأن الإنسان مثل السوق تحمل إليه البضائع الرائجة، فإذا راج عندك الصدق والخير والإحسان حملوا إليك تلك البضائع.

ولا يخفى عل أمثالك أن الصداقة الناجحة هي التي تقوم على الإيمان والتقوى، وأن كل أخوة وصداقة لا تراعي ذلك تنقلب إلى عداوة، قال تعالى:(( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ))[الزخرف:67]، واعلمي أن كتاب الله صديق لا يمل، وصاحب لا يغش، وأنه ما جالس أحد هذا الكتاب إلا قام عنه بزيادة ونقصان، زيادة في هدى، ونقصان في عمى وجهالة وضلالة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة الدعاء للوالدة، وقدمي النية الصالحة والفأل الحسن، وحاولي البحث عن الصالحات في مواطن الخير والمراكز والمحاضرات.

ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات.

مواد ذات صلة

الاستشارات