السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سعيت بكل ما استطعت أن أجد محفظ قرآن لابنتي 9 سنوات، وابني 5 سنوات فيسر لي الله أن أجده، ولكنه بعيد نوعا ما عن المنزل، فيترتب هذا أن يأخذهم أبوهم في السيارة، وهذا كل يوم، تم هذا لبضعة شهور، وزوجي غير متحمس جدا نظرا للوقت والعمل، وضعف الهمة عنده، حاولت معه عدة حلول لأساعده لتوصيلهم بسيارة أجرة أو شراء سيارة ثانية بالتقسيط من بنك إسلامي، وتعلمي القيادة لتوصيلهم إلى غير ذلك، فلم يجد هذا معه، والنتيجة أنهم لن يتمكنوا من حفظ القرآن، فهل آثم؟
أدعو الله أن يؤدب أولادي ويربيهم، وأن يستخدمهم لنصرة دينه، وأن يكونوا من الصالحين، أخشى أن يتم هذا بدون حفظ كتاب الله، انصحوني ووجهوني، فقلبي يتمزق ألما لعجزي عن فعل أي شيء،
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ حفيظة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدني هذا الحرص، وقد اجتهدت وأحسنت، وأرجو أن تعلمي أنه ما على المحسنين من سبيل، والإثم مرفوع في حال القصور دون التقصير، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الجيل، وأن يرزقنا طاعة الرب الجليل، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك الخير الكثير.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الدعاء من أهم أسباب صلاح الأولاد، بالإضافة إلى فعل الآباء والأمهات للطاعات؛ ولذلك قال سعد بن المسيب لوالده: (والله إني لأتذكرك فأزيد في صلاتي من أجل أن يصلحك الله).
وأرجو أن تكرري محاولات البحث عن مدرس، واجتهدي في أن تراجعي لهم ما درسوه، وأرجو أن يكون للوالد دور أيضا ومشاركة في كل ذلك، ونحن نحذرك من إعلان الفشل أمامهم، ويمكن أن تنسقوا مع مدرس العلوم الشرعية في المدرسة حيث يعطيهم جزءا من الوقت إذا كان ذلك بالإمكان، واحرصي على أن تغرسي في نفوسهم حب القرآن، فإن وجود الدافع الذاتي سوف يجعلهم يجتهدون ويضحون من أجل أن يتعلموا كتاب الله.
ولا يخفى على أمثالك حاجة الأطفال إلى التدريب على الصلاة وتعلم العقيدة والأحكام، وأكثري لهم من الدعاء، فإن دعاء الوالدة أقرب للإجابة، مع ضرورة أن يجدوا فيكم القدوة الحسنة، فإن أطفالنا يتأثرون بأحوالنا قبل أقوالنا، ويتمثلوا بنا غالبا، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، فإنه يجيب من دعاه، ويحفظ من سار على شرعه وتمسك بهداه.
نسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية، والله الموفق.