أساعد زوجتي في المنزل برضًا مني ولكنها استمرأت الإهمال!

0 299

السؤال

أحبائي الكرام، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

لقد شجعني اتساع صدركم، وجميل ردكم، ووجيه آرائكم في التواصل معكم، فإني -والله- أحبكم دون أن أراكم، وأثق فيكم ثقة لا حدود لها، فبارك الله فيكم، وجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم، وأرجو ألا أكون قد أرهقتكم بكثرة استشاراتي لكم.

سؤالي هذه المرة: زوجتي مريضة بفقر الدم، وسرعة التعب من أقل مجهود، فرأيت أن أساعدها في أعمال المنزل، تخفيفا مني عنها وابتغاء الأجر من الله، وقد استفتيت أحبائي في مركز الفتوى بموقعكم المبارك فأفادوا بثبات الأجر إن شاء الله.

أنا أقوم بكل أعمال المنزل، من تنظيف وكي للملابس، حتى الغسيل، وذلك بدون طلب منها، وكثيرا طلبت مني أن ألا أفعل، ولكني رفضت.

المشكلة -يا إخوتي- أني أفتقد فيها دور الزوجة، وأشعر بعدم أهميتها في حياتي، فأنا أقوم بكل شيء، فما جدوى وجودها في حياتي؟ كذلك عدم اهتمامها بزينتها لي، وعدم الاعتناء بنفسها، فالشعر يملأ جسدها كله، بطريقة تجعلني أشعر بالاشمئزاز! وإذا طلبت منها إزالته تعدني أنها ستزيله، ولكنها لا تهتم.

كذلك ضعف استجابتها في أمور الفراش، حتى إني هددتها بالزواج إلا أنها تعتمد على (صعوبة وجود من ترضى أن تكون زوجة ثانية -لعادات بلدنا في ذلك- وكذلك اعتمادها على حب أمي الشديد لها ولأولادي).

كيف أوفق بين اختياري بكامل إرادتي مساعدتها، وبين عدم إحساسي بقيمتها، وبين مخافة أن أفقد الأجر من الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما تفعله من حسن العشرة أنت مأجور في ذلك كله، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ومرحبا بك في موقعك، ونحن سعداء بخدمة شبابنا وإخواننا، ولكم شكرنا على ثنائكم الحسن، ومرحبا بك في موقعك في كل وقت.

إن مساعدة الزوجة في مهام البيت من حسن العشرة، وأفضل الخلق صلى الله عليه وسلم كان يكون في مهنة أهله، وربما شاركهن في تقطيع اللحم، وكان يخصف نعله ويخيط ثوبه.

أرجو أن تعرف سبب زهد زوجتك في الزينة والفراش، وهل حاولت أن تثني على جمالها وزينتها؟ فإن بعض الزوجات تزهد في ذلك إذا لم تجد من يثني عليها، وبعضهن تترك الزينة بعد أن تأتي بالأولاد، وهذا بلا شك خطأ كبير، ونحن في زمان لا بد أن تهتم فيه كل زوجة بإظهار مفاتنها لزوجها حتى يتحقق له العفاف؛ لأننا في زمان كثر فيه التبرج والفتن.

أرجو أن تقترب من زوجتك وتظهر لها الإعجاب بما فيها من الصفات الجميلة، ثم تطالبها بالمزيد، واحرص على الاستمرار في مساعدتها مراعاة لظروفها، وأرجو أن تحاول هي مساعدتك بما تستطيعه.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالصبر على ما أنت فيه، وعليك بالدعاء لنفسك ولها، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات