السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعجبت بي امرأة من أقاربنا فأخبرتني بأنها تود أن أكون زوجة لأخيها.
علما بأني معجبة بأخلاقها وأخلاق أهلها، ولها معزة خاصة عندي، لكن الأمر الذي يقلقني هو أني أحمل أوراما كثيرة العدد في صدري في الجانب الأيسر منه، والحمد لله على كل حال، وقد أخبرني الأطباء أني حاليا بخير لكن يجب المتابعة المستمرة.
احترت وأخبرت إخوتي بأني سأخبرها لكنهم رفضوا خوفا من أن يتم رفضي بسبب ذلك، ولكني مصرة على إخبارها حتى لا أغشها، خاصة وأنه يوجد احتمال كبير أن يتطور بي المرض في وقت لاحق، وأعلم أن كل شيء بمشيئة الله عز وجل، فماذا أفعل؟
أسألكم الدعاء لي بأن يوفقني الله ويشفيني، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الصدق تجارة رابحة، والإنسان ينال بالصدق من الخير ما لا يناله من غيره، وليس من الضروري أن تخبريها بالتفاصيل ولكن من الممكن أن تشكريها في البداية على ثقتها وتعلني لها رضاك عنها وعن أهلها وأنه شرف للإنسان أن يرتبط بأمثالكم، واطلبي منها أن تعطيك مهلة لظروف خاصة بك دون أن تخبريها بالذي عندك.
أعتقد أن هذا مخرج جيد؛ لأن مسارعتك بإعلان ما عندك لن يكون فيه مصلحة، خاصة وأن الأمور لا زالت في بداياتها، وربما كان لشقيقها ارتباطات أخرى، وربما كان له رأي، فالفرق كبير بين اختيار الشاب واختيار أخته وأمه، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
إذا أصروا بعد ذلك على مواصلة المشوار فأرجو الكتابة إلينا، مع ضرورة أن تقومي بمراجعات مكثفة للأطباء في هذه الأيام، حتى تصلي إلى رؤية واضحة في الموضوع، ونحن نتمنى أن نتابع معك الأمور أولا بأول؛ لأننا لا نستطيع أن نطالبك بعرض الموضوع على الأخت إلا إذا تأكدنا من قدرتها على كتمان الأمر والمحافظة علي السر؛ لأنها قد تفشي الموضوع وتحصل لك بعد العافية الكاملة ولكن تظل ذكريات المرض وأخباره تشوش على كل طارق للأبواب بعد ذلك.
نحن في الحقيقة نعتقد أن مثل هذه الأورام تؤثر على علاقة الزوجين وعلي تحقيق المتعة الحلال بينهما، وقد نوافق على الصدق في بيان ذلك، لكننا نسأل فنقول متى وكيف ولمن تقال مثل هذه الأشياء؟ فيمكن أن تقال للخاطب بعد أن يتقدم إذا أمنت الفتاة من إفشائه للسر؛ لأنه ربما يقبل بمحض إرادته ويظل الأمر سرا من الأسرار ويحتسب أجره وصبره عند الواحد القهار.
هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعملي أن المرض ليس عيبا بل هو ابتلاء من الله، والمرء يبتلى على قدر إيمانه، وإذا وجد الدين والأخلاق والسيرة الحسنة تلاشت العيوب الأخرى، نسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.