الصلاح في مجتمعات كثر بها الفسق والفجور

0 412

السؤال

بعد السلام، أتقدم لحضرتكم بكامل الاحترام والتقدير، وأسأل كيف لي في زمن كثر به الفسق والفجور وكثر به الزنا والكفر، كيف لي أن أكون فردا صالحا في هذه المجتمعات؟ وما السبيل لتجنب هذه المعاصي؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على حرصك على الخير والرغبة فيه، فاستعن بالله واسلك سبيل أهل التقوى والإيمان والمراقبة لمالك الأكوان، واعلم أن تجنب المخالفات أيسر من الاجتهاد في التوبة، وأفضل من متابعة الشهوات؛ لأن في متابعة الشهوات جلب للندامة والحسرات والأمراض والآفات، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك الخير ويسألون الله أن يرفعك عنده درجات.

ولا يخفى على أمثالك أنه ورغم وجود الفتن والشهوات إلا أن هناك طوائف من الشباب يحافظون على العفة والطهر والمكرمات، ونحن نقبل على شهر فضيل يتخلى فيه أهل الإسلام عن الطعام والشراب والشهوات، وكل ذلك يدل على أن الأمر ممكن وسهل لمن أراد أن يسلك سبل الطهر والخير والسعادة، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وهذه بعض الأشياء التي تعينك على الثبات:

1. اللجوء إلى الله والتضرع إليه.

2. غض البصر والاجتهاد في البعد عن مواطن النساء؛ لأن شريعة الله باعدت بين أنفاس النساء والرجال، وإذا صرف الإنسان بصره بعد النظرة الأولى كان الأمر سهلا وميسورا، وسوف يجد حلاوة لذلك في قلبه.

3. الإسراع بتجهيز نفسك للزواج.

4. المواظبة على الصلوات وخاصة صلاة الفجر.

5. إدراك العواقب الوخيمة لممارسة الفحشاء، وأنت بلا شك مدرك لذلك، ولذلك كان هذا السؤال الذي يدل على ما عندك من الخير، وليس في ممارسة الفواحش إلا الضيق والنكد والشقاء، والزاني والأمراض تطارد صاحبها، ولا يشعر بالسعادة حتى بعد الزواج، والزنا سبب للفقر وسبب لقصر الأعمار وضيق الصدر وظلمة الوجه والحرمان من الرزق.

6. البحث عن رفقة صالحة وبيئة نظيفة بقدر المستطاع.

7. الخوف من الله والمراقبة له سبحانه.

8. الإكثار من الصوم، وتلك وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب، حيث قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

9. سلوك سبل العفاف، فإن الله سبحانه يقول: ((وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله))[النور:33].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه وشغل النفس بالمفيد، فإن من لم يشغل نفسه بالحق شغلته نفسه بالباطل.

نسأل الله لك الحفظ والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات