السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتابع أجوبتكم على الاستشارات النفسية وبالأخص دواء (السبراليكس) وتناوله، فمرة تقولون يجب البداية بهذا الدواء بجرعة 10 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 20 ملجم لمدة ثمانية أشهر، وهذه الجرعة العلاجية، ثم تخفضها إلى 10 ملجم لمدة ستة أشهر، وهذه الجرعة الوقائية ثم تتوقف عنه.

ومرة ثانية تخبرون المريض أن جرعة البداية 10 ملجم ليلا لمدة شهرين، ثم ترفع إلى 20 ملجم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 10 ملجم لمدة أربعة أشهر ثم تتوقف عنه.

هذا الفرق بين التناول، فمرة تخبره بتناول هذا الدواء ومجموع المدة أربعة عشر شهرا وأسبوعين، يعني سنة وشهرين تقريبا، ومرة تخبر الآخر بتناول الدواء ومجموع المدة تسعة أشهر، فلماذا هذه المدة المختلفة؟ وكم المدة الحقيقية لتناول هذا الدواء؟ وما العمل إذا تناول المريض الدواء وتحسن وبعد أربعة أشهر عادت الأمور كما كانت سابقا؟

وأشكركم جزيل الشكر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الفرق في المدة لجرعة السبراليكس تعتمد على تشخيص الحالة وشدة الأعراض وشخصية المريض ومدى تقبله والتزامه بالعلاج السلوكي غير الدوائي.

والعلاج الدوائي يقسم علميا إلى جرعة بداية، وجرعة علاجية، وجرعة وقائية، فجرعة البداية يقصد منها أن يقدم الدواء للمريض بصورة تجعله لا يحس بالآثار الجانبية للدواء، ولتسهيل عملية البناء الكيميائي، ومعظم الدراسات الحديثة تشير أن فترة ستة أشهر من بداية التحسن الجيد هي الفترة المعقولة لتناول الدواء بجرعة علاجية أو وقائية.

والشخص الذي يتحسن لأي مدة كانت ثم ينتكس بعد مدة يجب أن يستمر على الدواء لمدة أطول وبجرعة أكبر، وبعد مضي ثلاثة أشهر إذا لم يتحسن فهذا يعني أنه من المفترض أن ينتقل إلى مجموعة أخرى من الأدوية، ولابد أيضا من البحث في أي ظروف اجتماعية أو بيئية قد تكون هي التي تسببت في الانتكاسة وعدم التحسن.

والله الموفق.