كيفية التعامل مع الشكوك في المخطوبة المبنية على الأحلام

0 509

السؤال

أنا للأسف مريض بداء الشك، وأنا خاطب وأحب خطيبتي جدا، واستخرت الله أكثر من مرة في خطبتها، وأنا أعلم أنها فتاة طيبة وملتزمة، ولكن من حين لآخر تأتيني وساوس بأنها على علاقة بشخص غيري في الجامعة، أو في أي مكان آخر، وأرى أحلاما بين فترة وأخرى أنها تكلم أحدا غيري، وتكشف له وجهها ( فهي منتقبة ) وأنها تجلس معه، وهي في كل مرة تقسم بالله العظيم أنها لا صلة لها بأي شخص غيري بأي مكان، وأنا أصدقها لحلفها ثم أعود بعد فترة ... فهل من حل لي؟

وقد صارحتها بالأمر أكثر من مرة بأني أرى في المنام أنها تعرف شخصا غيري وأني أراها تكشف وجهها له، ومن فترة إلى أخرى نعيش في نكد لا يعلمه إلا الله، وأنا أحيانا أكون واثقا تماما أنها فتاة مخلصة وعفيفة وصادقة، وأحيانا أخرى عند حدوث أي ظرف غامض أو شيء فيه لبس أتحول إلى إنسان آخر.

تعبت جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن اليقين لا يزول بالشك، والأصل في خطيبتك السلامة، فتعوذ بالله من الشيطان واترك تلك الوساوس لأنها تجلب لك ولها المتاعب، فعالجها بالإهمال، واعلم أن ما تراه في المنام لا يؤخذ كما هو، وإنما لذلك تفسيرات مختلفة ومن المعبرين من يفسر ما قلته بأنه نفع وخير يصل منها إلى المسلمين، والأحلام لا تبنى عليها الأحكام، بل إن الراجح في حالتك أنها أضغاث أحلام لأنك تفكر في تلك الوساوس في اليقظة فتأتيك عند النوم، ومن الطبيعي أن يحلم الجائع بالرغيف وأن يحلم من تتعبه المواصلات بالسيارات.

فعامل الشيطان بنقيض قصده وأحسن بزوجتك الظنون، واعلم أن الشيطان لا يريد لنا الحلال وهو عدونا اللدود كما أخبرنا بذلك الكبير المتعال.

وأرجو أن تجتهد زوجتك في تجنب ما يثير عندك الشكوك، وهكذا تفعل المسلمة العاقلة إذا علمت أن زوجها أو خطيبها يغار من بعض الأشخاص أو الأماكن أو التصرفات، وهذا أدب جميل تتعلمه المؤمنات من أسماء بنت الصديق – رضي الله عنها – حين رفضت أن تركب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها تذكرت الزبير وغيرته، وكان – رضي الله عنه - شديد الغيرة، وهذا من فقهها وكمال عقلها، وقد عرف لها الزبير – رضي الله عنه– ذلك فقال لها ملاطفا: (لحملك النوى أشد علي من ركوبك معه).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة المواظبة على ذكره وتلاوة كتابه، فإن ذلك مما يذهب الشيطان ووساوسه، ونسأل الله لك الهداية ومرحبا بك في موقعك مجددا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات