السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تقدم لي شاب على درجة من التدين، حيث أنه يصلي معظم الصلوات بالمسجد ما عدا صلاة الفجر، ويصوم ويزكي ولله الحمد، إلا أنه متضايق من فكرة عدم مصافحتي للرجال، لأنها من عاداتنا وتقاليدنا في بلادنا.
علما بأني توقفت منذ أربعة أعوام عن مصافحة الرجال، وقد ناقشني في هذا الأمر كثيرا، وأشعر أني متخوفة من تفريطه في هذا الأمر، ويحز في نفسي أنه غير مطلق لحيته اقتداء بسنة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد تركت غيره من قبل لمنقصة في الدين والخلق وجبرا لخاطر أهلي، وأعلم يقينا أن الله تعالي سيعوضني خيرا، فهل في زواجنا خير؟ وهل أمضي وأقبل به أم أتركه؟!
وقد صليت الاستخارة لكن راحتي لهذا الأمر ربما تكون نابعة من ضيق فرصتي بالزواج، لأني كبيرة في السن ومريضة بداء السكري وأعول أسرة، ولست بذاك الجمال الأخاذ، وأهلي ليسوا بمتحمسين لزواجي، بل يرفضونه لاعتمادهم علي ماديا ومعنويا.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ننصحك بعدم رد هذا الخاطب لأنه يصعب أن تجدي رجلا بلا عيوب، ونحذرك من رد الخطاب فإن ذلك سوف يوقف الشباب عن طرق الباب، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يسعدهم أن يكونوا في خدمة الفتيات والشباب.
وأرجو أن تواصلي البر بأهلك وبيني لهم أنك لن تقصري معهم بحال من الأحوال، ووضحي ذلك لزوجك وسوف يكون عونا لك على كل خير.
وأما ما ذكرت من وجود بعض النقائص فاجتهدي في إكمالها، واعلمي أن المرأة الملتزمة لها تأثير كبير جدا على زوجها وأولادها، ولن تندم من تستخير ربها وتستشير إخوانها وترغب في تأسيس حياتها على طاعة ربها.
وقد أسعدني إدراكك أن الحياة فرص وأن الفرص سوف تضيق مع تقدم السن، والمرأة بحاجة إلى رجل، وكذلك الرجل يصعب عليه أن يعيش من غير امرأة، وأنت أعرف من غيرك بأن للمرأة عمرا محددا للخصوبة، فقدمي عقلك على العاطفة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالموافقة الفورية والتوكل على الله، ولا تجاملي أهلك في هذا الأمر، ولا تقصري معهم، واحرصي على طاعة زوجك في كل شيء إلا إذا أمرك بما يغضب الله، فلا طاعة لمخلوق عند ذلك في معصية الخالق.
وكوني لزوجك أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء، واعلمي أن الصبر على الزوج وطاعته من أمر الله وشريعته وطاعته، وأيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.