السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدأت مشكلتي منذ يوم ولادتي، حيث طلبت أمي الطلاق من والدي بعد أيام معدودة من ولادتي، وقد تمسك أبي بها ولم يرد أن يطلقها، ووضع أمامها مجموعة من العراقيل حتى تكف عن طلبها، وأرسل إلى أصدقائها لكي يقنعوها بالعودة عن الطلاق، ولكنها رفضت رفضا قاطعا، فبدأ أبي يساومها بي، فاتفقا أنها إذا كانت تريد الطلاق فيجب عليها أن تتخلى عن وليدها الذي لم يكمل الشهرين، فوافقت على ذلك، تم مات أبي بعد خمس سنوات من ذلك، وتكفل بي أعمامي ولم أقدر على نسيان ما فعل بي، فهل من حقي أن أقاطع من تخلى عني؟!
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ نحيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإننا ندعوك إلى أن تصل أمك وتبرها؛ لأنها سوف تظل أما لك رغم كل ما حصل، وإذا كان تصرفها غير صحيح فقد كانت تختلف مع والدك، وهو تصرف حصل في ظروف مشاكل وأزمات، وقد يصعب عليها ذكر أسباب ذلك الإصرار على الطلاق، ورحم الله والدك وغفر له ولوالدتك.
وأرجو أن تحسن إلى أعمامك، واعلم أن عم الرجل صنو أبيه، ولا تقصر في الإحسان لوالدتك، واجتهد في نسيان ما حصل، واعلم أن بر الوالدين من طاعة الله عز وجل.
ولابد أن تدرك أنها تخلت عن والدك ولم تتخل عنك؛ لأن والدك رحمة الله عليه هو الذي اشترط عليها التخلي عنك، وذلك لا يعني بحال من الأحوال أنها لا تحبك، ولكنها أجبرت على التخلي عنك، وأنت لا تدري ما الأسباب التي أوصلتها إلى تلك الدرجة!
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالإحسان إلى والدتك وأعمامك والدعاء لوالدك، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يلهمك رشدك والسداد.
وبالله التوفيق.