شعور فتاة أنه لن يلتفت إليها أي شاب بسبب إعاقتها

0 472

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة لدي إعاقة بقدمي (أعرج) وأنا والحمد لله راضية بقضاء الله وقدره، ولا أشتكي من هذه الناحية، ووالداي مطلقان، وأعيش عند أمي حفظها الله، وأنا أخاف الله ولن أرضى بالحرام، ولكن مشكلتي ممكن أن تكون بسبب المراهقة.. لا أعلم؟!
تغيرت حياتي حين دخلت سن 18 والجامعة، حيث أصبحت أفكر بأشياء كثيرة، وأصبحت ثقتي بنفسي شبه معدومة بسبب مظهري، فأنا أشعر بأنني لست جميلة ولا جذابة (جمالي عادي جدا) ولن يلتفت لي أي شاب أو يحبني.

وأنا أعلم بأن الجمال الحقيقي هو جمال الروح، ولكن شباب هذا الوقت يهتمون بالمظهر أولا ثم الجوهر.

جميع أهلي وأصدقائي معجبون بأسلوبي ورجاحة عقلي، وأنا فخورة ـ والحمد لله ـ لكن دوما أشعر بالنقص ولا أظهره، مهما تزينت أشعر بأني لست ملفتة للانتباه، ربما زاد هذا الشعور بسبب إعجابي بأحد من أقربائي، ولكنه يعاملني باحترام ويخجل من الجلوس معي ويمدح أخلاقي! أنا حقا لا أعرف كيف أجعله يهتم بي أو يفكر بأن يحبني لأني أحس بأنه فقط يعاملني كفرد من العائلة!
وألخص مشكلتي كالآتي:

ليس لدي ثقة بنفسي بسبب مظهري فقط، ولا علم كيف أجذب من أحب بشخصيتي وعقلي بدلا من شكلي ومظهري؟

أنا حقا أشعر بالفراغ العاطفي والحيرة والخوف من الوقوع بالأخطاء.
أنيروني أعزكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،

فإن التلاقي يحدث بين الأرواح قبل الأجساد، وكل أنثى جميلة بحيائها وإيمانها وأخلاقها، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، وأكثر ما يجلب المحبة للإنسان طاعته للملك الديان، ومساحيق الدنيا لا تستطيع تجميل وجه عاصية لله مهما كانت تقاطيع الوجه في تناسقها فإن للمعصية ظلمة وقترة وغبرة.

فاجتهدي في طاعة الله وسوف يأتيك ما قدره لك الله، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك توفيق الله، فحافظي على وقارك وحيائك، واعلمي أن الله هو الرزاق وأن الله سبحانه إذا أحب الإنسان أمر جبريل إن ينادي في السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يلقى له القبول في الأرض، قال تعالى: ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا))[مريم:96] محبة في قلوب الخلق.

وأرجو أن تعلمي أن الفتاة التي تجري خلف الشباب يهربون منها في آخر المطاف ولكنهم يجرون خلف من تتمسك بوقارها وحجابها وحيائها وإذا قدمت الفتاة التنازلات سقطت في أعين الجميع وأغضبت ربها البصير السميع، وقد تسمع المتبرجة كلمات الإعجاب لكن الشباب لا يرضونها أما لعيالهم ولا حارسة لدراهم، وهذا هو كلام الشباب بل هو كلام بعض من قدمن التنازلات حتى قالت إنهم يثنون علينا ويضحكون معنا لكنهم يتزوجون من غيرنا، إنهم يريدون قضاء وقت فقط ولا يخفى على أمثالك أن جمال الجسد عمره محدود ولكن جمال الروح بلا حدود، ولن تضرك تلك الإعاقة وقد تزوجت الكثيرات ممن إعاقتهن أشد وأكبر، والأمر لله من قبل ومن بعد.

فاجعلي ثقتك بالله وتوكلي عليه وحده، واعلمي أن ثقة الإنسان بنفسه فرع من ثقته بربه وخالقه.
وهذا وصيتي لك بتقوى الله، ومرحبا بك مجددا، وأرجو أن تكثري من اللجوء إلى الله، فإن الخير بيده وحده، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات