السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا إنسان مؤمن بأنه لن يصيبني إلا ما كتب الله لي، ولكن مشكلتي هي أنني لا أستطيع أن أجد وظيفة مناسبة لعدم حصولي على شهادة جامعية، فقد كنت أعيش في عائلة متواضعة ولم يستطع والدي أن يدخلني الجامعة رغم تفوقي في الثانوية، وقد حصلت عليها من التجربة الأولى فاضطررت أن أدرس في كلية وحصلت فيها على الدبلوم وسافرت لأعمل في الخارج.
وأعمل الآن في شركة ولكن راتبي متواضع، بسبب عدم امتلاكي للشهادة الجامعية، ورغم أنني أعمل في مجال الهندسة ومديري يفضلني على جميع المهندسين داخل الشركة إلا أنه في زماننا هذا إذا كنت لا تفقه شيئا في العمل ولديك شهادة جامعية فإنك تحصل على وظيفة براتب عال وامتيازات لا تحصى، وإذا كنت تتفوق بالعمل والفكر والذكاء على جميع الذين يمتلكون الشهادة الجامعية وأنت لا تملكها فإنك لا تحصل على شيء من هذا القبيل.
أنا مؤمن بشكل كامل أن ربي عز وجل أراد لي هذا، ولكني أود منكم نصيحة في هذا الشأن.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يبارك لك في رزقك، فإن العبرة ليست بكثرة الرواتب والأرزاق، ولكن العبرة في حصول البركة فيها، والبركة لا تحصل إلا لأهل التقوى والإيمان، قال تعالى: (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ))[الأعراف:96].
ولا أظن أن هناك مانع من مناقشة المدير لتعديل وضعك، ومن حقك أن تبحث عن أماكن أخرى للعمل، فإن الأمر يحتاج إلى سعي وحركة، والأرزاق لا ترتبط بالشهادات والأماكن، وإلا فهناك أغنياء لا يعرفون حتى مجرد القراءة والكتابة، كما أن هناك علماء فقراء، وقد أحسن من قال:
ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا *** هلكن إذن من جهلهن البهائم
فعليك بتقوى الله واعلم أنها من مفاتيح الرزق، وكذلك عليك بكثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار، وابتعد عن الذنوب فإن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه.
واحرص على بر والديك وصلة رحمك، وكن في عون الضعفاء ليكون العظيم في حاجتك، واشكر ما أنت فيه من النعم وسوف يأتيك بشكرك المزيد، نسأل الله لك رزقا واسعا وحلالا طيبا.
وبالله التوفيق والسداد.