تجربة جديدة للمعلمة في تدريس الطلاب الذكور

0 635

السؤال

السلام عليكم.

تعينت في مدرسة جديدة لكي أدرس طلاب الصف الخامس والسابع والتاسع - أي عمر 10، 12، 14 سنة -، وهذه هي المرة الأولى التي سأدرس فيها طلابا ذكورا، حيث درست قبل ذلك طالبات لمدة ثلاث سنوات وكنت ناجحة في عملي وتعاملي معهن بفضل الله، إلا أنني متخوفة من تجربة الذكور الجديدة، فبعضهم يقول: كوني حازمة جدا، ولا تفسحي لهم مجالا للشغب والتمرد في الصف. وآخرون يقولون: صاحبيهم واكسبيهم إلى جانبك، فماذا أفعل؟ وما هي الطريقة التي يمكن أن أسيطر فيها على الصف دون أن يتسبب ذلك في نفورهم مني ومن حصتي؟
وكيف أستقبلهم في أول يوم من العام الدراسي؟ وأريد مجموعة نصائح أتبعها في تعاملي معهم، علما بأن طلاب المدرسة أصحاب وضع مادي مرتفع ووضع اجتماعي مرموق.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ضياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن اتزان شخصية المعلمة، وعدلها بين طلابها، ومحافظتها على وقارها وإتقانها لعملها يجبر الطلاب على احترامها، ولن تجدي فروقا كبيرة بين الطالبات والطلاب، ولكنك قد تحتاجين لتوسيع أبواب الحوار، خاصة مع طلاب الصف التاسع، واعتبري نفسك أما للجميع، وكم تمنينا أن تتفرغ النساء لتدريس البنات ويقوم الرجال بتدريس البنين، ونسأل الله أن يصلح الأحوال.

ونحن نقترح عليك أن تستغلي اليوم الأول في الدراسة في النصح والإرشاد مغلفا بالثناء، وفتح آفاق النجاح أمام الجميع، ومن الضروري أن تكون هناك إشارة إلى آداب طالب العلم وحث الجميع على الاجتهاد والانضباط، والتذكير بالهدف الذي جاء الجميع لتحقيقه.

وأما إذا ظهرت بوادر تمرد فلابد من حزم في التعامل، معها مع ضرورة تجنب التوبيخ والإحراج أمام الزملاء، ومحاولة عزل من يظهر التمرد والتحدث معه بعيدا عن زملائه لمعرفة أسباب ما حصل ولفهم الخلفية للخطأ، وحبذا لو حاولت التعرف على الأسرة التي جاء منها الطالب، وذلك عن طريق إجراء حوار مع الطالب، وسوف تشعرين بعد ذلك أن معظم أولئك الطلاب يحتاجون إلى من يشفق عليهم، بل ربما كان التمرد تعبيرا عن عدم الاهتمام وعدم الشفقة، فكأنه بتمرده يريد أن يطفو على السطح ويلفت النظر.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تتواصلي مع موقعك وسوف نتعاون في الوصول إلى أفضل الوسائل والأساليب التربوية النافعة بحول الله وقوته.

ونحن في الحقيقة سعداء بهذه الاستشارة، وهي دليل على أنك مهتمة بالأمر وحريصة على الخير، وهذا هو أهم وأكبر أسباب النجاح بعد توفيق الكريم الفتاح، ومرحبا بك مجددا، ونسأل الله أن ينفع بك بلاده والعباد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات