السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والصلاة والسلام على رسولنا الحبيب.
وصلني منكم ردود على كثير من تساؤلاتي -مشكورين- في مجالات شتى، وكان أهم ما يؤرقني تلك التي تصل عن البدع والافتراءات عن طريق البريد الإلكتروني، وأنا حاليا في نفسية أفضل والحمد لله، وأموري الحياتية تسير نحو الأحسن.
استفساري هو: لماذا يفعل الناس كل ذلك من تنبؤ بيوم القيامة، وتنبؤ بأمور غيبية، وتحديد مواعيد لا أخفي عليكم كم أربكتني تلك الأمور، وكم تعبت للتخلص منها والحمد لله.
وفقكم الله وأثابكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Rula حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه يؤسفنا أن يكون الكذب والدجل تجارة رابحة في زماننا، ولكن العجب سرعان ما يزول إذا تذكرنا أننا في زمان الجهل بأحكام الشرع الحنيف، بل إننا نعيش الجاهلية التي سماها مالك بن نبي (جاهلية المتعلمين) وهي أسوأ أنواع الجهل لأن صاحبها لا يدرك أنه جاهل ولا يصدق بذلك، وحسبه أن يرد ويتكلم ويناقش ولو كان من غير فهم ووعي، كما أن الشيطان يشجع الجهل والبدع والخرافات لأنها ميادين وساحات للهلاك، والفقيه الواحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولذلك فنحن نوصي الجميع بالحرص على طلب العلم فإنه خير دواء للبدع والانحرافات.
ولا يفوتني أن أشكر لك هذا الحرص على السؤال فإنما شفاء العي السؤال، ويسعدنا أن نكون في خدمة الشباب المسلم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بعدم الاهتمام بتلك الأكاذيب، واعلم أن الساعة لا يعلمها إلا الله، وأن تلك التخرصات ليس لها ما يسندها من العلم، ودائرة الغيبيات من الأشياء التي اختص بعلمها ربنا العظيم القائل: ((إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير))[لقمان:34]، وعندما سأل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة كان جواب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (ماذا أعددت لها؟) وهذا هو المهم في الموضوع؛ لأن الساعة آتية آتية، ولكن العاقل يعمل ما ينجيه من تلك المواطن.
ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه.
وبالله التوفيق.