الجرعة الصحيحة لدواء (الفافرين)

0 705

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أريد أن أوجه الشكر لجميع القائمين على الشبكة الإسلامية وخصوصا الدكتور ـ محمد عبد العليم ـ حفظه الله وحفظكم جميعا.

أنا صاحب الاستشارة رقم 285821، وقد تم تشخيص حالتي بأني مصاب بالوسواس القهري، وقد تفضلت بوصف العلاج لي وهو البروزاك مع شرح الجرعة والاستمرار عليه لمدة سنة، ولكني أصدقك القول بأني أتخوف من استعمال هذا الدواء، لمعرفتي أن له آثارا جانبية كثيرة، وأنه يؤثر على القدرة الجنسية، وقد أخبرني بذلك الصيدلي، ولذلك فأنا أميل لاستعمال الدواء المعروف باسم الفافرين، وقد قرأت في استشارات سابقة لسيادتكم أنه من الأهمية أن يكون هناك ارتياح نفسي للدواء المستخدم في العلاج، فما نصيحتكم لي وما هي أضرار الفافرين أو آثاره الجانبية؟ وما هي الجرعة المحددة؟

سؤالي الثاني: هل يؤثر التدخين على مفعول الفافرين أو يتفاعل معه؟ كما أنه لدي استفسار بخصوص حالتي، فقد شرحت لسيادتك أنه عندما أتحدث مع أصدقائي أتخيل أن الكلام على خطيبتي أو إحدى قريباتي أو أخواتي، لذلك فأنا ألح عليهم لتكرار الكلام مرة ثانية وثالثة لأتأكد أن الكلام ليس على خطيبتي! فهل هذا من قبيل الأفعال القهرية أم ماذا؟

سؤالي الأخير: أنه في بعض المواقف مثل المشاجرات أو التحدث مع شخص غريب أحس بتسارع لضربات القلب مع توتر شديد، ولكن تلك الحالة لا تؤثر علي كثيرا، فما تفسيركم لذلك؟ وهل سيتم شفائي بصورة كاملة أم سيعود مرض الوسواس للظهور مرة أخرى في حياتي؟

أعلم أني قد أطلت عليكم، ولكن التمس العذر لذلك، نظرا لثقتي الشديدة فيكم وحاجتي إليكم.

أرجو الرد سريعا أطال الله في عمرك في طاعته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وعلى ثقتك فيما تقدمه، وعلى ثقتك في شخصي الضعيف.

بالنسبة لدواء بروزاك Prozac، فلا شك أنه من الأدوية الممتازة، ولكن قيل عنه الكثير، فهنالك ما أشيع وهنالك بعض الحقائق.. نعم هنالك قلة من الناس قد يشتكون من تأثير سلبي على القدرة الجنسية، وهنالك أيضا من ذكر أن مقدراته الجنسية قد تحسنت بعد أن تناول البروزاك، وهذا بالطبع ناتج من إزالة الاكتئاب في نظري.. والشيء الثابت هو أن البروزاك ربما يؤخر القذف قليلا لدى بعض الرجال، وتبقى قضية التأثرات الجنسية الأخرى قضية مطروحة للنقاش، وفيها الكثير من الآراء.

عموما أنا أحترم وجهك نظرك تماما، وأتفق معك تماما أن القبول النفسي للدواء يعتبر ركيزة أساسية حتى يجني ثماره، وفي ذات الوقت أؤكد لك أن الفافرين Faverin هو من الأدوية المتميزة في علاج الوساوس القهرية، بل إن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين تعتبره من أفضل الأدوية إن لم يكن أفضلها لعلاج الوساوس القهرية.

عليه ابدأ على بركة الله في تناول الفافرين، ولابد أن تتناوله بجرعة صحيحة، فابدأ أولا بجرعة خمسين مليجرام ليلا، ولابد أن تتناوله بعد الأكل؛ لأن الفافرين قد يسبب سوءا بسيطا في الهضم، وهذا أحد آثاره الجانبية الشائعة، ولكن إذا تناولته بعد تناول الطعام -إن شاء الله تعالى- لن تحس بهذا الأثر الجانبي السلبي.

استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة بمعدل خمسين مليجرام كل أسبوعين أيضا، وذلك حتى تصل إلى جرعة مائتين مليجرام، وهذه الجرعة تعتبر جرعة علاجية جيدة، ولكن بعض الناس قد يحتاج إلى ثلاثمائة مليجرام في اليوم وهي الجرعة القصوى.

يمكنك أن تتناول مائة مليجرام صباحا ومائة مليجرام ليلا، أو يمكنك أن تتناول مائتين مليجرام ليلا كجرعة واحدة.

إذن استمر على جرعة مائتين مليجرام وراقب نفسك، وإذا لم تتحسن بعد شهرين من بدايتك لجرعة المائتين مليجرام أرى أنه سيكون من الأفضل رفع الجرعة إلى ثلاثمائة مليجرام، وتتناولها مائة مليجرام صباحا ومائتين مليجرام ليلا.

لابد أن تستمر على الجرعة العلاجية مائتين أو ثلاثمائة مليجرام لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم يمكن أن تبدأ في التخفيض التدريجي لهذه الجرعة، بإنقاص خمسين مليجرام كل شهرين.

أما بالنسبة للآثار الجانبية للفافرين، فهو من الأدوية السليمة، وأكبر آثاره الجانبية هو أنه ربما يسبب في الأيام الأولى للعلاج عسرا في الهضم وتكونا بسيطا للأحماض في فم المعدة قد يشعر به الإنسان أو قد لا يشعر به، ولكن حتى لا يحدث هذا الأثر الجانبي فننصح بتناول الدواء بعد تناول الطعام. بخلاف ذلك ليس هنالك آثار جانبية مضرة بالنسبة للفافرين، فهو لا يؤثر سلبا على الأداء الجنسي، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن.

بعض الناس ربما يشعر بنوع من الاسترخاء أيضا أو تحسن في النوم مع بدايات العلاج، وهذا قد يكون أثرا جانبيا، ولكنه أثرا جانبيا إيجابيا.

التدخين لا يؤثر على مفعول الفافرين، ولكننا بالطبع ضد التدخين وننصح جميع الأخوة أن يتوقفوا عن التدخين لأن مضاره كثيرة ومعروفة.

أما بالنسبة لتكرارك للكلام ومحاولتك التحقق والتأكد، فهو جزء من الأفعال والأفكار الوسواسية القهرية، فأرجو أن تحقر الفكرة وأرجو ألا تتبعها أبدا.

أما بالنسبة لشعورك بتسارع في ضربات القلب عند بعض المواقف مثل المشاجرات، فإن هذا تفاعل فسيولوجي طبيعي جدا؛ لأن هذه المواقف المثيرة والتي تسبب عدم ارتياح يقوم الجسم فيها بإفراز مادة الأدرانلين التي تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وهذه تعتبر حالة طبيعية، وحقيقة ننصح بممارسة الرياضة وممارسة تمارين الاسترخاء -خاصة تمارين التنفس- حتى يمكن التخلص من هذا التفاعل إذا كان مزعجا، وإن شاء الله سوف يتم شفاؤك منها بالكامل - بإذن الله تعالى – .

أما بالنسبة لمرض الوسواس القهري، فيعرف أن حوالي أربعين بالمائة من الناس يمكن أن يشفون شفاء كاملا من هذا المرض، وأربعين بالمائة يظل المرض يتردد عليهم من فترة إلى أخرى، خاصة إذا كانوا لا يطبقون التمارين السلوكية بصورة صحيحة أو لا يتناولون الدواء بجرعة صحيحة، ويظل عشرين بالمائة من الناس يعانون معاناة مستمرة مع هذا المرض.

إذن نستطيع أن نقول بصفة عامة أن حوالي ثمانين بالمائة من الذين يعانون من الوساوس القهرية إما يتم شفاؤهم شفاء كاملا أو تتحسن أحوالهم للدرجة التي تجعل هذا المرض لا يسبب أي إعاقة لهم في حياتهم.

أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وبارك الله فيك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات