السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد، وبعد:
فأنا مريض بالتهاب كبدي فيروسي " c " وأعاني من الرهاب الاجتماعي، وقرأت عن عقار الزيروكسات ونتائجه الجيدة في علاج الرهاب الاجتماعي، وأريد استخدامه ولكني لا أعرف هل له مضاعفات على الكبد، خاصة وأني مصاب بتليف في الكبد؟
أرجو التكرم بالإجابة، وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم مرسي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
فلا شك أن تليف الكبد يجعل الإنسان حذرا تماما من تناول أي نوع من الأدوية، ولابد لهذه الأدوية أن تكون تحت الإشراف الطبي، ولا بد أيضا من استعمال أقل جرعة ممكنة، هذا هو القانون الطبي المتعارف عليه.
والذي أقوله لك: إن الزيروكسات يعتبر من الأدوية السليمة نسبيا، ولكن لا أنصحك بتناول جرعة كبيرة منه، فيمكنك أن تتناول نصف حبة يوميا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ترفعها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم ترجع الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.
بهذه الجرعة البسيطة – إن شاء الله – لن يكون للزيروكسات أي آثار سلبية على الكبد، ونصيحتي لك بالطبع أن تعرض هذا الموضوع أيضا على طبيب الكبد الذي يقوم بالإشراف على حالتك، وذلك من أجل التأكد أيضا، وفي ذات الوقت أنت في حاجة بالطبع أن تقيس إنزيمات الكبد من وقت لآخر كما هو معلوم في مثل حالتك.
أرجو أن تركز بصورة أكثر على الأساليب الأخرى في علاج الرهاب الاجتماعي، ومن أهمها: أن تحقر فكرة الرهاب والخوف نفسه، وألا تتبع مزاجك أبدا، فحاول أن تقوم بضد ما يمنعنك من المواجهة، أي: كن دائما مواجها، والذي أود أن أؤكده لك تماما أنه لن يحدث لك – إن شاء الله – أي مكروه في وقت هذه المواجهة واللقاءات الاجتماعية، فإن الآخرين لا يقومون بمراقبتك أو رصدك كما تتصور، ولن يحدث لك أي تفاعل سلبي كالرعشة أو التلعثم أو التعرق أمام الآخرين، فإن البعض يعتقد أن هذه الأعراض هي التي قد تمنعهم، أو أنهم قد يفشلون أو قد يسقطون أو قد يحدث لهم مكروه أمام الآخرين، هذا ليس صحيحا أبدا.
عليك أيضا أن تقوم بممارسة ما يعرف بالتعرض أو الاقتحام في الخيال، ونقصد بذلك أن تتأمل وبصورة جادة جدا أنك أمام جمع كبير من الناس، وأنه قد طلب منك إلقاء محاضرة وكان بين الحضور كبار المسئولين، وبعد أن أديت المحاضرة بصورة ممتازة بدأ النقاش وكنت فعالا جدا في هذا النقاش.
مثل هذا التمرين يجب أن يكون سهلا بالنسبة لك - خاصة وأنك معلم – ومن السهل عليك أن تقتحم مثل هذه المواقف.
عش أيضا في مواقف أخرى في خيالك، فتصور أنك قمت بإمامة الناس في الصلاة في أحد المساجد الكبيرة، أو أنه طلب منك أن تصلي بالناس الجمعة، وهكذا، أو تصور أنه لديك مناسبة أو وليمة كبيرة في المنزل، وبالطبع هذا يتطلب منك أن تستقبل الضيوف وتحسن استقبالهم.
إذن المقصود هو ألا تتجنب المواقف الاجتماعية لا في الخيال ولا في الواقع.
الاجتماعات الجماعية مثل حضور حلقات التلاوة والمشاركة فيها، هذا أيضا يعطي الإنسان - إن شاء الله – الثقة في نفسه والقوة والقدرة على اقتحام المواقف الاجتماعية.
سيكون أيضا من الجيد لك أن تقوم بإجراء بعض تمارين الاسترخاء، ومن أبسط هذه التمارين هي تمارين التنفس المتدرج، وطريقة هذه التمارين هي كالآتي:
(1) أن تستلقي في مكان هادئ وتفكر وتتأمل في شيء طيب.
(2) تغمض العينين وتفتح الفم قليلا.
(3) قم بأخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف.
(4) اجعل صدرك يمتلئ بالهواء وترتفع البطن قليلا.
(5) أمسك على الهواء في صدرك قليلا.
(6) ثم أخرج الهواء – وهو الزفير – عن طريق الفم، ولابد أن يكون بنفس القوة وبنفس البطء الذي قمت فيه بإدخال الهواء.
(7) كرر هذه التمارين خمسا إلى ست مرات في كل جلسة علاجية بمعدل مرتين في اليوم صباحا ومساء.
هذا التمرين أرجو أن تأخذه بجدية وأن تطبقه فهو تمرين مفيد جدا لإزالة الرهاب والقلق الاجتماعي، عليك أيضا أن تتواصل مع أصدقائك ومع أرحامك، وأن يكون دائما قصدك وشعورك موجها نحو حساب الأجر والثواب؛ لأن ذلك يعطيك دافعية داخلية قوية جدا، ويبعدك - إن شاء الله – عن الخوف والقلق والتوتر.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من هذه الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ).
وبالله التوفيق.