السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دكتور! اعذرني إن أقلقتك باستشارتي، هذه المرة المشكلة متعلقة بأختي:
أختي لها من العمر (24) سنة، وهي طالبة بالمعهد العالي للفنون الجميلة، ومخطوبة لشاب طيب، مشكلتها عدم التفاهم مع العائلة، تعتقد أن أمي لا تحبها وهذا غير صحيح، فهي تتصرف بدون تقدير العواقب، وعندما تقول أمي أي كلمة تأخذها بحساسية، لا يعجبها كلام أمي، صحيح أن أمي أحيانا تقول كلمات غير طيبة ولكن تبقى أما!
لا أدري كيف أتصرف معها، دائما هناك مشاكل في المنزل، وعلى الرغم أني متزوجة وأسكن بعيدا عن العائلة إلا أني قلقة كثيرا ونفسيتي غير مرتاحة، انصحني كيف أتصرف معها؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ آمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن علاج هذه الأخت يبدأ بالتوجه إلى الكريم الهادي سبحانه، ثم بتصحيح المفاهيم المغلوطة التي في عقلها، ولا بأس بمطالبة الوالدة بتلطيف العبارة معها حتى تزول تلك التراكمات السالبة.
كما أرجو أن يكون لك دور كبير في الإصلاح، وذلك لأن الأخت تأخذ عن أختها وتتأثر بها لكونها أقرب إليها في العمر والمفاهيم، وإذا كانت أختك تخطئ في تصرفاتها فلابد من الحرص على نصحها لأن في ذلك خطورة على الجميع.
وسوف يكون من المفيد جدا تشجيع ذلك الخاطب الطيب على إكمال المشوار؛ لأن في ذلك حلا لكثير من التوترات الحاصلة.
وحبذا لو طلبت أختك لزيارتك وتفاهمت معها في هدوء، وبينت لها ما في قلب والدتها تجاهكم؛ لأن الوالدة لا تهتم مهما كان تصرفها، فهي أحرص الناس على مصلحة بناتها، ولا يوجد شخص على وجه الأرض يتمنى أن يكون الآخر أفضل منه إلا الآباء والأمهات والصالحون من المعلمين والمعلمات، فأرجو أن تقدر أختك تلك المشاعر الإيجابية وتلتمس للوالدة الأعذار، مع ضرورة تفادي كل أمر يمكن أن يغضب الوالدة، والإنسان لا يمكن أن يخالف والديه إلا إذا أمراه بمعصية، وحتى في هذه الحالة يقول الله سبحانه: (( فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ))[لقمان:15].
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بضرورة الاحتكام إلى الشرع الحنيف، ونسأل الله أن يقدر لأختك الخير وأن يؤلف قلب الوالدة عليها، وأن يرزقك بر الوالدة بعد رضوان الله، ومرحبا بك مجددا، ونحن في الحقيقة سعداء بتواصلك مع الموقع، ومسرورون بهذه الروح الإيجابية والرغبة في إصلاح الأحوال الخاصة بالأسرة، ونسأل الله الهداية للجميع.