توجيهات لفتاة تعاني النظرة الدونية من أمها وكثرة شجارهما

1 713

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي مع والدتي، فأنا الابنة الكبرى من البنين والبنات، فمشكلتي معها بسبب أشياء تافهة تحدث فتتحول إلى مشكلة كبيرة، دائما تفهم تصرفاتي خطأ، فتخبر والدي فتشوه صورتي أمامه فصار يكرهني بسببها، أمي مهما أفعل لها من بر تنظر له بأني لم أفعل لها شيئا وأن غيري أطيب مني خلقا وأدبا وتعاملا! رغم أن صديقاتي وأساتذتي وأقاربي يثنون علي وأني البنت المثالية، ودائما يحكون لي أني أملك في قلبي الحب والرحمة والأخلاق العالية، لكن أمي لا ترى ذلك! أمي حساسة جدا، تفهم تصرفاتي خطأ وأن نيتي بداخلها الحيلة.

الآن هي غاضبة مني بسبب أشياء تافهة جدا، تريد مني أن أستسمح منها، أرجوك أستاذي الفاضل أنا لم أخطئ، هي التي أخطأت علي، شتمتني وبصقت في وجهي، غضبت كثيرا لتصرفها، وتركتها ولم أكلمها، والآن عدت لأكلمها خوفا من الله تعالى، لكن هي الآن غاضبة، أنا لا أريد أن أستسمح خصوصا أنها ظلمتني، وأصلا أنا (أخجل) أن أعتذر من والدتي!

أرجوك دعني أتكلم بالعقل: إذا شخص أخطأ عليك فهل أنت الذي يستسمح؟
أنا وأمي مستحيل أن يمر يوم بدون أن نتشاجر، فهي عصبية وأنا عصبية.

بصراحة: أفكر أن أعتزل في غرفتي لأهرب من المشاكل التي تختلقها والدتي، لكن لو أتيت للواقع فهي لا تستغني عن آرائي وعن أي شيء.

أرجوك، أقولها ودمعتي على خدي، أنا لا أحب المشاكل، أنا إنسانة عاطفية، أنا أخاف غدا أن يأتي أبناء فيعقونني، لذلك لا أريد أن أكون أنا وأمي بهذه الحالة.

الجميع يحبني، الجميع يرتاح لحديثي وأخلاقي وديني إلا أمي لم تر ذلك، ومهما أفعل لها من مساعدة بالمنزل لا تراه، فـلا يوجد توافق بيني وبينها، ولم أجد منها إلا الدعاء علي وكثرة شكايتها لوالدي عني، فقد أصبح يكرهني، رغم أني البنت المقربة له من بناته.

أرجوكم أريد الحل؟ فنحن مقبلون على شهر فضيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ همي رضا أمي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن دعاء والدتك عليك لا يضرك إذا كانت ظالمة لك، ولكن أدعوك إلى الاقتراب منها والاعتذار لها حتى لو كانت هي الظالمة، فهي الوالدة، وهي الأكبر، ولن تخسري شيئا إذا اعتذرت، وأنت مأجورة على صبرك ومأجورة على مسارعتك إلى الاعتذار لها.

أرجو أن أقلب عندك المفاهيم، واسمحي لي أن أقول: هذه الوالدة تحبك لكنها لا تحسن التعبير عن حبها لك، وتريد أن تراك أفضل مما أنت عليه، وهذا سر ينبغي أن يعرفه الأبناء والبنات عن الوالدين، فإنه لا يوجد شخص على وجه الأرض يتمنى أن يكون آخر أفضل منه إلا الوالد والوالدة والصالحون من المعلمين والمعلمات.

كما أرجو أن تدركي أن هذه الاحتكاكات من طبيعة هذه المرحلة العمرية التي تشعر فيها الفتاة أنها أصحبت ناضجة وكبيرة، ولكن الأم تراها جاهلة صغيرة فتفرض عليها الوصايا، وهذا بلا شك خطأ، ويؤسفنا أن الأبناء والبنات يعالجونه بأسلوب خاطئ عن طريق العناد، وكان عليهم أن يثبتوا أنهم أهل للثقة بإنجازات وأعمال واضحة ومستمرة.

كما أرجو أن يحرص الآباء والأمهات على استخدام أسلوب الحوار والإقناع، وكما قيل: (إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع).

نحن ننصحك بالتعامل مع الوضع بهدوء، وحاولي الاقتراب من والدك، واطلبي مساعدته، واجتهدي في التعرف على أسباب غضب الوالدة، فإن معرفة السبب تزيل العجب وتساعدنا في إصلاح الخلل والعطب، ومن الضروري أن تحرصي على تفادي الأشياء التي تجلب غضب الوالدة، واحفظي لها مكانتها، وأظهري لها الاحترام خاصة أمام أخواتك وإخوانك.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وهنيئا لك بحب من حولك لك، وأرجو أن يكون في ذلك دليل على حب الله لك، واعلمي أن تميزك سوف يكتمل بصبرك على الوالدة، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يصلح حالنا وحالك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات