السؤال
أنا إنسان متعلم وصاحب خلق بشهادة جميع من حولي، ومحبوب من الجميع، قررت من قرابة الـ 8 أشهر الزواج، وطلبت من أهلي بدأ البحث عما يناسب طلباتي ويناسبهم، مضت ستة شهور وهم لم يحركوا ساكنا، فقررت التحرك بنفسي وعثرت على فتاة ـ والحمد لله ـ على قدر عال من الأخلاق والقيم والتدين، ووجدت فيها ما يتوافق مع شخصيتي، أهلي وافقوا في البداية مع بعض التحفظات، ولكن بعد فترة رفضوا وقالوا: هي لا تناسبك، هي ليست جميلة، وغيرها من المقاييس التي هي في نظرهم أهم.
تطور الموضوع من نقاشات إلى مشكلة كبيرة في البيت وكل ذلك بحجة أنني أسلك دربا خطأ وكأنني أمشي في الحرام ـ والعياذ بالله ـ.
الأمور لم تعد كما كانت بيني وبين والدي بسبب هذا الموضوع، وأصبحنا نتعامل مع بعضنا بأقل الحدود الممكنة، والمشكلة أنه متمسك برأيه بأنهم سيجدون ما أريد، ولكن هذه الفتاة التي أجدها أنا أما صالحة لذريتي بإذن الله لا تناسب مقاييسهم وكأنهم هم من سيتزوجون لا أنا>
أرجوكم أفيدوني، فقد جرح أهلي مشاعري، وأحسست بإهانة، وبظلم من موقفهم.
ودمتم سالمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صاحب سؤال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فقد أخطأ أهلك في سلبيتهم ولم يوفقوا في تدخلهم ورفضهم لاختيارك رغم مراعاتك للدين والأخلاق، وبالرغم من موافقتهم الأولى، ولكننا نتمنى أن تتعامل مع الوضع بمنتهى الحكمة والهدوء، وحاول أن تحسن الاستماع إليهم وتقدير دوافعهم رغم أنهم قد أخطئوا الطريق، ولكنهم بالتأكيد يحبونك ويريدوا أن يفرحوا بك.
وإذا كانت الفتاة مناسبة ووجدت في نفسك ميلا إليها فاجتهد في إقناعهم بهدوء، واطلب وساطة العلماء والفضلاء والمؤثرين من الوجهاء بعد أن تتوجه إلى رب الأرض والسماء الذي بيده قلوب الأمهات والآباء.
وإذا كان هناك تردد في الميل والقبول بها أو كانت لا تبادلك المشاعر فأرجو أن تعلم أن هذه الأمور لا تصلح فيها المجاملات؛ لأن رحلة الحياة طويلة، والإنسان ينبغي أن يستخير ويستشير ثم يتوكل على الواحد القدير.
ومن العقل والكمال أن ينظر الإنسان في أحوال من يريد خطبتها، من حيث استقرار أسرتها وأخلاق إخوانها وأخوالها، والسؤال عن أحوالها وتعاملها مع زميلاتها وجاراتها، ومن حق أهل الفتاة أن يبحثوا عنك ويسألوا.
وأنا في الحقيقة سعيد في أنك طلبت منهم المساعدة أولا وأديت ما عليك، وأن التقصير كان من جانبهم، ولكننا نتمنى أن تواصل السير على طريق الحكماء، ونسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يقدر لك الخير ويرزقك الهناء.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ورغم أنه لم يتضح لنا موقف الخطيبة وأهلها، إلا أننا نتمنى أن تدار الأمور بحكمة، وأن يوقن الجميع أن الأمر لله من قبل ومن بعد، وشريعة الله لا تبيح لكل خاطب وخاطبة أن يتحلل في أي وقت أراد، ولكنها لا تقبل بالمنازعات والخصومات، لأنها تريد للحياة الزوجية أن تؤسس على تقوى من الله ورضوان، وتريد لها بعد ذلك أن تكون إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير ثم يرضيكم به حيث كان.
وبالله التوفيق.