وسائل العفاف والبعد عن النظر إلى المنكرات

0 388

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب من بلاد المغرب، قمت في هذا الصيف بأداء العمرة في بيت الله العتيق - ولله الحمد - فكانت من أحسن الصيفيات التي مررت بها في عمري، وأريد منكم النصيحة كي أبقى عفيفا من النظر إلى المنكرات في الشوارع والمدارس والأسواق!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنيئا لمن وفق لزيارة بيت الله الحرام، ومرحبا بمن يرغب في العودة لمن لا يغفل ولا ينام، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يجنبك الآثام، وقد أسعدنا هذه الرغبة في الخير، ونسأل الله أن يرزقك الصدق والإخلاص.

ونحن ننصحك بضرورة تغيير البيئة والرفقة، كما أرجو أن تبتعد عن أماكن وجود النساء بقدر الاستطاعة، واشغل نفسك بالذكر والعبادة والتلاوة.

ولا يخفى على أمثالك أن (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس)، وإذا كان السهم المسموم يتلف البدن، فإن إطلاق البصر يتلف القلب ويفسده، وقد أحسن من قال:

كل الحوادث مبداها من النظـــــر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها *** فعل السهــام بلا قـــوس ولا وتـر
يسر نـاظــره مــــا ضـــر خاطــــره *** لا مــرحبا بـســرور عــاد بالضــــرر

وأبلغ من ذلك قول ربي جل وعلا: (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ))[النور:30]، وهذه نتيجة طبيعية لحفظ البصر، ثم بشرهم فقال: (( ذلك أزكى لهم ))[النور:30] أي أولى لهم، ثم هدد المقصرين فقال: (( إن الله خبير بما يصنعون ))[النور:30].
ولا شك أنك تعلم بأن رسولنا صلى الله عليه وسلم وجه خطابه للشباب فقال: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، كما أن الله سبحانه قال للذين يصعب عليهم الزواج: (( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ))[النور:33].
ولا يخفى على أمثالك أن إطلاق البصر لا يوصل إلى الإشباع ولكنه يورث السعار والدمار، ويدفع بالإنسان إلى الخزي والعار، فحافظ على طهرك وبصرك، واستعن بربك، واعلم أن الفلاح في مراقبته والخوف منه سبحانه، وتذكر أن العدوان على أعراض الآخرين يضع عرض الإنسان على مهب الريح؛ ولذلك فنحن نقول دائما: (صيانتنا لأعراضنا تبدأ من محافظتنا على أعراض الآخرين).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وسوف نكون سعداء بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يحفظك ويرعاك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات