جرعة الأروركس وأوجه ميزاته

0 317

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 21 عاما، وأعاني من الرهاب الاجتماعي منذ ست سنوات رغم أني إنسان اجتماعي، وتنتابني رجفة باليد والصوت ويصيبني احمرار بالوجه، ومنذ أسبوعين تقريبا بدأت أتناول حبوب أروركس دون استشارة طبيب، وكانت النتيجة أن الرهاب تحسن بنسبة كبيرة، علما بأن الكبسولة الواحدة من الأروركس 150 ملجم، وأتناول يوميا جرعتين كل واحدة منهما مائتي مليجرام، فمتى أقطع الحبوب؟ وهل تعتبر الجرعة التي أتناولها صحيحة؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن الخوف الاجتماعي يعني أن الإنسان غير اجتماعي أو أنه منطو أو أن شخصيته تحمل سمات القصور، وهي علة مكتسبة، وهو يمثل نوعا من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك.

وما تعاني منه من رجفة في اليدين وكذلك التلعثم في الصوت وحصول احمرار في الوجه هي أعراض جسدية تظهر في حالات المواجهات الاجتماعية لدى بعض الناس، ولكن هناك أمر ضروري لابد من توضيحه، وهو أن الإنسان الذي يعاني من الخوف الاجتماعي يشعر بالأعراض بكثافة وبغزارة وبمبالغة، بمعنى أن الواقع أو الحجم الحقيقي لهذه الأعراض ليس بهذه الصورة المضخمة والمجسمة.

وقد سئل بعض الأشخاص الذين كانوا حضورا لمثل هذه الحالات: هل هذا الشخص يرتجف أو هل لاحظتم احمرارا في وجهه أو ارتجافا شديدا لديه؟ فكانت إجابة نسبة ستين بالمائة أنهم لم يلاحظوا ذلك، وهذا في رأيي موضوع مهم وهام ويساعد كثيرا في علاج الحالات؛ لأن المفاهيم الخاطئة هي من أسوأ الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى تعقيدات وصعوبات في علاج الحالة النفسية، وأما إذا تفهم الإنسان حالته بصورة علمية فإن هذا يساعده كثيرا، ولا شك أنك تعلم أهمية التواصل الاجتماعي والمواجهة وتحقير فكرة الخوف، فهي من الوسائل الضرورية للعلاج، فعليك أن تكون حريصا على ذلك.

وأما بالنسبة للعلاج الدوائي فإن عقار (الأروركس) يعتبر من الأدوية المتميزة ومن الأدوية التي تم فيها دراسات مكثفة حول فعاليتها في علاج الخوف أو القلق أو الرهاب الاجتماعي، وقد وجد أنه من الأدوية الفعالة والممتازة.

والجرعة المطلوبة هي أربعمائة وخمسون مليجراما في اليوم، وأنت الآن تتناول أربعمائة مليجرام في اليوم، فحبذا لو تركتها مائة وخمسين مليجراما ثلاث مرات في اليوم لتكون الحصيلة العلاجية هي أربعمائة وخمسين مليجراما في اليوم، علما بأن جرعته يمكن أن تصل إلى ستمائة مليجرام في اليوم.

وأود أن أشير إلى إيجابيات كثيرة يتمتع بها هذا العقار، وهو أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، كما أنه لا يؤثر على الأداء الجنسي ولا يؤثر على المعاشرة الجنسية، وهذا يعتبر من أكبر الإيجابيات التي يتسم ويتصف بها هذا العقار، فواصل واستمر عليه، وأقل مدة بعد أن تحس بالتحسن التام هي ستة أشهر، بمعنى أن تنقل نفسك من مرحلة البداية ثم تأتي للمرحلة العلاجية ثم تنتقل إلى المرحلة الوقائية، وبناء على ذلك فأرجو أن تستمر على جرعة أربعمائة وخمسين مليجراما، فأنت الآن في حالة تحسن جيد بنسبة سبعين بالمائة، فاستمر على هذه الجرعة لمدة خمسة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة بمعدل حبتين في اليوم لمدة أسبوعين، ثم حبة في اليوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم يمكنك أن تتوقف عنه.

وتوجد أدوية أخرى مثل عقار يعرف تجاريا (زيروكسات Seroxat) ويعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، وعقار آخر يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، وعقار ثالث يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويعرف علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، وعقار رابع يعرف تجاريا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، وكل هذه الأدوية أدوية فعالة لعلاج القلق والرهاب الاجتماعي، ولكن سيظل (الأروركس) عقارا متميزا وفعالا وخاليا من الآثار الجانبية.

ونصيحتي لك هي أن تمزج ما بين العلاج السلوكي التفاعلي والدواء، وسوف تجني إن شاء الله تعالى ثمارا ممتازة، وسوف تتحصل وتصل إلى مرحلة الصحة النفسية التي تنشدها، نسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات