ثقتي بنفسي مهتزة لصغري وعدم اهتمام أهلي برأيي

0 242

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، ومشكلتي أنني الصغيرة أنا وأختي، المهم أننا ما زلنا أطفالا في نظر أهلنا، وليس لنا الحق أن نبدي آراءنا في أي مسألة، وإذا قلنا إن هذا من حقنا نجد عدم اهتمام منهم لآرائنا، والمشكلة أيضا أنهم مقتنعون، وأنهم الصح في كل شيء، وأننا دائما مخطئون، لدرجة أنني فقدت الثقة في نفسي وفي تصرفاتي، وحتى كلامي، أي أنني أخاف أن أتكلم، ولو تكلمت لا أستطيع التفكير في كلامي، وأحس بعدها أنني مخطئة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الآباء والأمهات يقعون في خطأ كبير عندما يغلقون أبواب الحوار مع أبنائهم والبنات، ويزداد الأمر تعقيدا إذا منعوهم من الكلام واعتبروهم جهلاء وصغارا، كما ورد في السؤال.

ولا شك أن أي أسرة تفعل ذلك تقدم للجميع بنات عاجزات وأبناء لا يستطيعوا أن يتخذوا قرارا حتى في حق أنفسهم، وهذا لون من الإعاقة الخطيرة.

وليت هؤلاء أدركوا أن الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه كان يشاور الشباب يبتغي حدة عقولهم، وهذا ما تعلمه عمر رضي الله تعالى عنه من رسولنا صلى الله عليه وسلم، الذي كان يسلم على الشباب ويهتم بهم، وهم الذين نصروه حين خذله الكبار.

ولكني أريد أن أقول لك: أنت الآن في سن تسمح لك بإظهار وجهة نظرك والدفاع عنها والصبر عليها، مع ضرورة أن يعلم الجميع أن ثقة الآخرين لا توهب ولكنها تنتزع بالمواقف الصحيحة والتصرفات الحكيمة، وهذا هو الذي نريد منك التركيز عليه حتى يتغير الوضع.

ونحن ننصحك بالاقتراب من أهلك وخاصة والديك، والحرص على زيادة البر لهما، ثم صارحي والدتك بما في نفسك، واعلمي أنك تستطيعين اكتساب الثقة في نفسك بالثقة في الله أولا ثم بالحرص على الإنجازات الطيبة في محيط عملك، ولا تخافي من الوقوع في الأخطاء، فإنه لولا الخطأ لما عرف الناس الصواب، كما أن الوقوع في الأخطاء عبارة عن محطات هامة في طريق الوصول إلى الصواب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات