احمرار الوجه عند التحدث مع الناس وتسببه في الرهاب الاجتماعي

0 504

السؤال

السلام عليكم.

أنا دائما وجهي يحمر، ودائما لا أشعر ولا أعرف أنه يحمر إلا بعد أن أخبروني أهلي بذلك، فصرت أشعر أن وجهي يحمر عندما أتحدث إلى الناس، فأصبت بالرهاب الاجتماعي بسبب الاحمرار.

فما الحل لمشكلة احمرار الوجه؟ وهل يوجد دواء لذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،

إن كلمة وجه أحمر لها دلالاتها في الطب، ولها شرح يمكن أن يطول! ولكن نبدأ بما هو أقرب إلى الطبيعي ثم نفصل في الموضوع حسب ما يتيسر.

أولا وقبل كل شيء قد يكون الاحمرار طبيعيا، ويدخل في مجال التفاوت الطبيعي بين الخلائق، ولكنه عند ذلك لا يكون شديدا، وهذا غالبا ما يكون عند أصحاب البشرة البيضاء.

وقد يكون عائليا (إما بوجود أو عدم وجود أفراد آخرين في الأسرة).

وهذان الاحتمالان لا علاج لهما ولا خوف منهما لأنهما باعتبار الطبيعي.

وقد يكون العامل النفسي عاملا مساعدا عند من عنده القابلية للاحمرار، والعلاج يكون بتمارين الثقة بالنفس وقوة الشخصية.

وقد يكون ما تعانين منه هو التهاب جلد ضيائي سببه التعرض للشمس، ومن الواضح أنه يزداد صيفا ويقل شتاء أو يزداد عند التعرض بالشمس ويقل بالوقاية منها، وبالطبع فعلاجه بالوقاية من الشمس وباستعمال الكريمات المانعة للحساسية، مثل الكورتيزونات الموضعية المناسبة للوجه تحت إشراف طبيب، ونرشح الهايدرو كورتيزون 1 % كريم مرتين يوميا لمدة أسبوع أو إلى أن يتحسن بشكل ملحوظ، ثم الإقلال من عدد المرات أسبوعيا حسب الحاجة، أو استعمال بدائل الكورتيزونات مثل التاكروليماس والبيماكروليماس، ويجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أيضا.

ولكن يجب إجراء فحص عام ولو كان عند طبيب عام، وذلك للاطمئنان على أن أجهزة البدن كلها على ما يرام، أي يجب أن يراك أحد أهل الاختصاص في الصحة، كما وأن هناك بعض التحاليل المخبرية الأساسية والتي يجب أن تجرى أيضا من باب الاطمئنان العام وبعدها يتم الحكم على الموضوع، ومن هذه التحاليل: (Cbc- lft- kft-ana anti dna –vma in the urin-fbs-serum )، ثم إجراء فحص قلب للتأكد من عدم وجود تضيق تاجي، ولو أن ذلك احتمال قليل ونتركه للأخير.

وبعد الفحص والتحاليل إن كان كل ما ذكرناه ضمن الحدود الطبيعية، فألف مبروك! وليس هنالك ما تقلقين عليه سوى الشكل، وذلك أمر آخر لا يستحق القلق من أجله، ولكن في حال كون أي مما ذكرنا فيه نتائج غير طبيعية - لا قدر الله - فعندها تعالج، وكل موجود يعالج بسببه.

ومن باب التوسع والاحتمالات فقط، فقد يكون ما تشكين منه هو أحد الأمور التالية، فهو:

• فقد تكون الذئبة الحمامية التي قد تتظاهر ابتداء باحمرار الوجه، ثم تبدأ القشور العالقة (يجب تحليل Ana).

• وقد يكون هناك تضيق تاجي (صمام القلب التاجي)، وهو موصوف بأن صاحبه يبدو متورد الخدين ( فحص القلب) وقد ذكرنا أعلاه أن ذلك احتمال قليل.

• وقد يكون نوعا من احمرار الدم (بولي سايثيميا ) تظهره الـ (Cbc ).

• أو يكون الكارسينويد (تحليل Vma in the urin).

• أو أقرب من كل ذلك، وهو التهاب الجلد الدهني، أو كما يقال القشرة في المواضع الدهنية، ولكن ذلك يصاحب بقشور وحكة، ويتحسن بالاستحمام، وعلاجه بالشامبو نيزورال مرتين أسبوعيا لغسل الوجه والرأس معا، وإتباع ذلك بالكريم الكورتيزوني.

• وقد تكون وردية الوجه أو العد الوردي ولكنه يتصاحب ببثور وتوسعات وعائية وعلاجها بالتتراسايكلين تحت إشراف طبيب لمدة طويلة.

وبشكل عام فإنه في كل حالات احمرار الوجه يفضل استعمال الواقيات من الشمس بأي من أشكالها التالية:

• الواقيات من الشمس تقيم بما يسمى (Spf) وهو معامل الوقاية من الشمس، ويفضل أن يكون 15 فما فوق، ومنها ما هو البسيط والرخيص والمتوفر مثل أكسيد الزنك، ومنها ما هو الأغلى من ذلك مثل (سيباميد سن كير )، أو (أوول دي لويس ويدمر)، أو (مينيسول أكتيف روك).

• ويجب الانتباه إلى أن الواقيات من الشمس يجب أن تكون واقية من كلا النوعين للأشعة فوق البنفسجية (A & b).

• يفضل اختيار اللباس الواقي من الأشعة الشمسية، واللباس يشمل الغترة أو غطاء الرأس، ويفضل أن يغطي الجوانب، ولكن عند التعرض المديد يجب تغطية ما يمكن من الوجه.

ختاما: راجعي الطبيب وقومي بإجراء التحاليل والفحوص إن نصحك بذلك، ونتوقع أن تكون النتائج طبيعية - بإذن الله - ولكن إن كان غير ذلك فيعالج كل تغير بحسبه.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات