الثمن الباهظ للتساهل في إقامة العلاقات غير الشرعية.

0 246

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة في العشرين من عمري، جامعية، أريد السؤال حول العلاقات الاجتماعية بين الشباب والفتيات؛ لأني كلما صادفني شخص وطلب مني التعرف أخبرته بأن عليه التقدم لمنزل والدي لطلب يدي، وإذا كان هذا التعرف خارج إطار الزمالة المتعارف عليها، فهل يكون هذا التصرف صحيحا أم يجب علي أن لا آخذ أموري بنوع من التعقيد؟ وهل أكون في هذه الحالة أقطع نصيبي؟

وأحيانا أشعر بأني أرغب بالحب الحقيقي أسوة بجميع صديقاتي، لكني إلى الآن لم أعثر عليه، فهل لأني أفكر بطريقة رجعية؟

على الرغم من أن معظم صديقاتي لا يفكرن مثلي، وحظين بعلاقات عاطفية جيدة جدا، وأحيانا كثيرة يراودني شعور بأني أريد أن أعيش حياتي، وأن هذا العمر إن مر فإنه لن يعوض، فتراني أخاف أن يذهب مني أي شيء في هذا العمر ولم أجربه.

وشكرا للمساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دلال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن صديقاتك سيدفعن ثمنا باهظا لتساهلهن في التعامل مع الشباب، وأنت - بحمد الله - على الحق والصواب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يتوب عليهن إنه هو التواب، وليت كل فتاة أدركت أن تقديمها للتنازلات سوف يفقدها قيمتها ورونقها؛ لأن الشباب يمرحون معها ويضحكون ولكنهم لا يرضونها أما لعيالهم وحارسة لأعراضهم، وحتى لو تزوج الشاب من زميلته التي كانت تضاحكه فإن الشكوك سوف تطارد هذه الأسرة، وسوف يتذكر ضحكاتها مع الشباب والزملاء ويشك في تصرفاتها، وقد يحبسها ويمنعها من العمل بعد الزواج.

كما أن الفتاة سوف تشك فيه ويأتيها الشيطان الذي جمعهم بالأمس على المخالفات سوف يأتي ليغرس شجرة الشكوك، فاثبتي على ما أنت عليه، واعلمي أنك تنالين احترام الشباب، وتفوزين بثقة أهلك بهذه الطريقة، علما بأن الشباب يحترمون الفتاة التي يطلبوها من أهلها، ويحتقرون الفتاة التي اختاروها وخطبوها من نفسها في المدرجات أو في الكافتيريا أو في الشواطئ، وعندما تحصل أقل خلافات فإنه يقول لها: (أنا ما كنت أريدك لكنك كنت تجرين خلفي)، وباختصار فإن الشاب الذي يختار الفتاة ويخطبها في الشارع سوف يرجعها إلى الشارع.

ولا تظنين أن العابثين سعداء، واسألي التائبين والتائبات، إنها آهات وحسرات وتجارب مريرة وآلام تطاردهم وهموم تحاصرهم، وأكثرهن يكتشفن الحقيقة مؤخرا، ومعظمهن يرفض أهلها الخاطب الذي جاءت به لأنه فقد أهم المؤهلات عندما رضي الخيانة بضاعة، وتفقد الفتاة ثقة أهلها رغم دراساتها وشهاداتها، والسعيدة من وعظت بغيرها، وشقية – والله – من جعلها الله عبرة لغيرها، فسيري - بارك الله فيك – على طريق الحق ولا توحشنك قلة السالكين ولا تدخلي إلى نفق الباطل مغترة بكثرة الهالكات والخاسرين.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالمحافظة على حيائك بعد إيمانك بالله، واعلمي أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وسوف يأتيك ما قدره لك الله، فلا يحملنك تأخر الخطاب على الخروج على الحق والصواب.

ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والسداد، وهنيئا لك بكمال عقلك وحرصك على عفتك وسمعتك بعد دينك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات