السؤال
السلام عليكم.
تبلغ ابنتي عاما وشهرين من العمر، وكلما نحاول إطعامها أي نوع من الطعام سوى اللبن فإنها ترجعه في غضون نصف دقيقة أو أقل، علما بأنها لم تكن ترضع طبيعيا، لأننا قد أجرينا لها عملية بسقف الحنك، وقد استشرنا الطبيب الذي أجرى لها العملية فأخبرنا بأن إجراء العملية ليس له علاقة بالقيء، فما رأيكم؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإذا كانت العملية التي تم إجراؤها لسقف الحلق نهائية - أي تم تصليح العيب الخلقي تماما - ولا توجد مراحل أخرى لتصليح هذا العيب وفي غياب أي عيب خلقي آخر فيمكن أن نقول: إن الطفلة ببساطة ترفض الطعام، أي أن المشكلة نفسية وتحتاج إلى الحنكة في التعامل مع الطفلة وأخذ الأمور بالتدرج دون عنف جسدي أو لفظي - الانفعال والصراخ في وجه الطفل - لأن العنف سيأتي بآثار ليست حميدة.
ولا يمكن لنا أن نقيم الحالة بشكل كامل من خلال تلك المعلومات التي ينقصها الكثير من التفاصيل، ويحتاج الأمر أيضا لفحص المريضة.
ونود أن نعلم نوعية الطعام وهل يتم إضافة شيء إليه كالملح والسكر؟ وما هي طريقة طهيه؟ وهل هو مهروس سهل البلع أم لا؟ ومنذ متى بدأت تلك المحاولات؟ وهل يحدث قيء فعلي - أي يكون هناك انقباض بالمعدة واندفاع الطعام بقوة إلى الخارج - أم أن الطفلة تخرج الطعام من فمها برغبتها لأنها ترفضه؟ وما هي الحالة المزاجية التي تكون عليها الطفلة أثناء إعطائها الطعام؟ وهل يتم إعطاؤها الطعام بالقوة أم لا؟
ومن خلال ما ذكرت من أسئلة نستطيع أن نستنتج أنه من المفروض إعطاء الطفل الطعام مبكرا بعد ستة أشهر من العمر وتدريجيا دون عنف أو إجبار، ويجب أن نبدأ بكميات بسيطة سهلة البلع ثم نزيد الكمية ونزيد خشونة الطعام تدريجيا، وفي البداية يكون الطعام بلا ملح أو سكر ثم عند الشهر التاسع يبدأ إدخال الملح والسكر.
وإذا كنت قد تأخرت في إعطاء الطفلة الطعام نظرا لوجود عيب خلقي في الفم فيجب أن يكون كل الأكل المقدم الآن سهل البلع، ونضيف إليه المذاق من ملح أو سكر وغيرهما؛ لأن الطفلة تجاوزت السنة، لكن يجب أن يكون الأكل ناعما جدا، وفي البداية نجعله شبه سائل - أي مضروب بالخلاط - ونزيد سوائله بإضافة اللبن أو الشوربة - دون دسم كثير -، حيث نكسر تعود الطفلة على مذاق اللبن وحده ثم نبدأ تدريجيا في زيادة خشونة الطعام.
ومن المهم أن نعطي هذا الطعام بالملعقة وليس عن طريق الرضاعة - الببرونة -؛ لأن المشكلة تكون في ارتباط الطفل بالرضاعة سواء من الثدي أو الرضاعة.
وبالله التوفيق.