السؤال
أواجه مشكلة في حياتي، وأود مقابلة الأخصائي لكني لا أستطيع التعبير عن المشكلة، وقد حاولت أن أعبر عن مشكلتي بيني وبين نفسي لكن دون جدوى، فما العمل؟
وشكرا.
أواجه مشكلة في حياتي، وأود مقابلة الأخصائي لكني لا أستطيع التعبير عن المشكلة، وقد حاولت أن أعبر عن مشكلتي بيني وبين نفسي لكن دون جدوى، فما العمل؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ العابدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه يمكن للإنسان أن يعبر عما بداخله بعدة طرق، وأفضل ذلك التعبير الكلامي المباشر، وأما إذا كانت هناك صعوبات في هذا فيمكن اللجوء إلى الكتابة، فيمكنك أن تهيئي نفسك ويكون مزاجك هادئا وتكتبين أفكارك وتشرحين مشكلتك بكل تفاصيلها، ويمكنك أخذ جلسة أخرى لمراجعة ما كتبته، فهذا يعتبر أسلوبا تعبيريا جيدا، وكثيرا ما نطلب من الأخوة الذين لا يستطيعون التعبير عن ذاتهم أو لا يريدون الإفصاح عما بداخلهم أن يلجؤوا إلى أسلوب الكتابة.
ويمكنك استخدام أسلوب الرسم، فالكتابة يمكن أن تدعم بالرسم، فالذين لديهم مشاكل نفسية لديهم الميول لرسومات خاصة تعبر عن مشاعرهم، فإذا كانت لك المقدرة للرسم فيمكنك أن تلحقي بعض الرسومات بما سوف تقومين بكتابته.
ويمكنك اصطحاب أقرب الناس إليك أو أي شخص يكون متفهما لمشكلتك وحافظا لأسرارك، فهذا الشخص أيضا يساعد كثيرا في توضيح طبيعة المشكلة للأخصائي النفسي.
وتوجد طريقة فنية وهي تسمى: (Abreaction)، وهي طريقة يقوم من خلالها المعالج بإعطاء أدوية خاصة للشخص الذي لا يستطيع أن يعبر عن ما بداخله أو إذا شعر المعالج أن هذا الشخص له معاناة خاصة ولديه أفكار مدفونة في العقل الباطني لا يستطيع أن يعبر عنها تعبيرا صحيحا وذلك لما سببته له من جروح نفسية.
وفي هذه الحالة يوضع الشخص على سرير مريح ثم يعطى أدوية عن طريق الإبر وتعطى هذه الإبر ببطء شديد، وفي أثناء إعطاء الإبرة يتكلم المعالج مع المريض، وبنوع من الإيحاء والاستدراج النفسي يستطيع المعالج أن يتحصل على الكثير من المعلومات التي لا يفصح عنها الإنسان في وضعه الطبيعي، فهذه طريقة يمارسها بعض المعالجين، وهي طريقة جيدة خاصة في التعبير عن المشاكل المستعصية أو المشاكل الأسرية والمشاكل النفسية، وجد أن هذه الطريقة مفيدة في ذلك.
إذن هذه هي الطريقة التي يمكنك من خلالها أن توصلي إلى المعالج والمختص طبيعة مشكلتك، وبعد المقابلة الأولى أو الثانية سوف تجدين أن الأمر قد أصبح لا يسبب لك أي نوع من القلق؛ لأن الثقة تكون قد بنيت غالبا بعد المقابلة الثانية، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.