التهاب في المخ مع تشنجات، ما سبب الإصابة والعلاج؟

0 835

السؤال

بعد التحية والاحترام.

مشكلتي حائرة لها خمسة أشهر و10 أيام من تاريخ اليوم -لي ابن أخ يبلغ من العمر 12 عاما، -ما شاء الله عليه- قبل خمسة أشهر وعشرة أيام طبيعي من الصغر ويحفظ القرآن، وليس به أي مشكلة.

بدون أي سبب أصابه التهاب في المخ مع تشنجات، بالإضافة إلى تعطيل الوظائف -وبعض الأطباء قالوا أن به احتمال ضمور بالخلايا- الطفل أجريت له أكثر من أربعة تحاليل بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، لم يثبت عنده أي مرض وراثي، ولا نعرف ما هو وضعه بالضبط، وأي دكتور مؤهل لعلاجه، وبم تنصحونني؟

ولكم جزيل الشكر وفائق العرفان.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وجدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى لهذا الابن الصحة والعافية.

فإن التهاب المخ الذي حدث لهذا الابن والذي صاحبه تشنجات غالبا يكون هو من نوع الالتهاب الفيروسي، وهذه الالتهابات كثيرا ما تكون مفاجئة ودون أي مقدمات، ومما يؤسف له أنها ربما تترك آثارا سلبية كثيرة على الدماغ؛ لأن مخ الإنسان كما هو معروف حساس جدا، وإذا تمت أو كانت الإصابة عن طريق أحد الفيروسات أو الميكروبات القوية مع وجود التشنجات وارتفاع في درجة الحرارة فهذا بالطبع يؤثر على خلايا الدماغ مما يؤدي إلى تعطيل بعضها، وقد ينتج هذا في شكل ضمور في خلايا المخ.

بالطبع هذا ابنك وفلذة كبدك، ونحن نقدر مشاعرك الوجدانية تماما حياله، ولكن لا بد أن نملكك الحقائق العلمية حسب ما نستطيع.

لا أعتقد أنه يوجد أي علاج دوائي لمثل هذه الحالات، فهنالك من يعطي بعض الأدوية التي يعتقد أنها ربما تكون منشطة للدورة الدموية في الدماغ، ولكن فعالية هذه الأدوية لم تحسم أو الشيء الغالب حسب الأبحاث الطبية أنها ليست ذات جدوى كبيرة، وفي مثل هذه الحالات أيضا ربما تعطى الأدوية المضادة للصرع خوفا من حدوث أي تشنجات مستقبلية، ولكن هذا متروك لتقدير الأطباء ومدى حاجة المريض لهذا النوع من العلاج من عدمه.

الحمد لله هذا الابن أتيحت له الفرصة لأن يفحص ويشخص في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وهو بلا شك من المؤسسات العلمية الطبية الرفيعة جدا.

وعلاج هذا الابن يأتي تحت نطاق ما يعرف: (العلاج التأهيلي)، والمقصود به هو أن تنمى مهارات الطفل التعليمية ومهاراته المهنية ومهاراته الاجتماعية، وهذه تكون تحت أخصائي العلاج التأهيلي، وأفضل طبيب يعرض عليه هذا الابن -حفظه الله- هو أخصائي الأطفال المتخصص في طب الأعصاب، ومن ثم يقوم هذا الطبيب المختص بالتشاور مع أعضاء المجموعة العلاجية والتي يجب أن تشمل ما يعرف بأخصائي العلاج الوظائفي والذي يقوم بتدريب الطفل، وهنالك أيضا أخصائي النطق، وهنالك أخصائي العلاج الطبيعي، وهنالك أخصائي التعليم الخاص.

إذن: أفضل تخصص يمكن أن يكون هذا الابن تحت إشرافه العلاجي والتأهيلي هو كما ذكرت لك أخصائي طب الأعصاب لدى الأطفال، والذي تكون معه المجموعة العلاجية التأهيلية المختصة -كما ذكرت لك- مكوناتها.

فأسأل الله تعالى له الشفاء والعافية، ولكم -إن شاء الله تعالى- الصبر على هذا الابتلاء.

وحقيقة ما دام الطفل كان يتمتع بمهارات ومقدرات عقلية ممتازة قبل الذي أصابه؛ فهذا أيضا ربما يكون مؤشرا حسنا؛ لأن الرصيد الفكري السابق والمقدرات المعرفية التي اكتسبها الطفل سابقا ربما تساعد أيضا في عملية تأهيلية مستقبلية.

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات