السؤال
السلام عليكم
مشكلتي يا إخوة أنني انحدرت وأصبحت بلا همة ولا عزيمة، كلما أخطط لشيء أفشل، والمشكلة أن لي أحلاما وطموحات كبيرة، لكني لم أعد ذا همة وعزم حتى سبقني الكثير.
أنا طالب طب سنة أولى، وحصلت على معدل عال في الثانوية، أصبح كل تفكيري منحصرا في الزواج، وكيف يعامل الرجل زوجته، حتى عشت عالما تخيليا كلما تركته عدت إليه، لا أعرف ماذا أقول، لكن ما أريد قوله اختصرته في عنوان مشاركتي.
"أريد أن أرجع شابا متميزا كما كنت".
قد كنت شابا يشار إليه بالبنان، وإلى الآن ما زال الكل منخدعا بي، لكن سرعان ما ستسقط ورقة التوت، أفيدوني بارك الله فيكم.
الحمد لله أنا ملتزم ولا أزكي نفسي، لكن بين فتور ونشاط، أحيانا أبكي في صلاتي وأخشع، وأحيانا أصليها كما يصليها الجميع، شارفت على إنهاء حفظ القرآن، وعندي بعض علم في أمور فقهية وعلم مصطلح الحديث والتوحيد، لكني لست كما كنت، أريد لنفسي أن تكون كما خططت عندما كنت صغيرا فقد كانت أحلامي تفوق الجبال، لكن كلما كبرت كلما حدت عن شخصيتي التي كنت أتمناها.
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قد أسعدني حرصك على العودة إلى ساحات التميز وميادين الإبداع، ونسأل الله أن يجعلك ممن عبد الله وأطاع، وسعى بالخير في كل البقاع، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان سوف يبذلون في نصحك كل المستطاع، ويسألون الله أن يحقق لك في طاعته الأماني والأحلام.
أرجو أن تعلم أن الذي وفقك بالأمس للنجاح هو الكريم الفتاح، فابذل أسباب النجاح وتوجه إليه فإنه كريم منان، وكرر المحاولات، واعلم أننا نعرف قيمة النجاح حين نفقده، وليس التأخر أو الرسوب هو نهاية المطاف، وحبذا لو تذكرت أن كثيرا من الناجحين جدا تعرضوا لأزمات لكنهم جعلوها محطات في سلم النجاح، والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين.
نحن في الحقيقة نتمنى أن يؤخر طالب العلم فكرة الزواج حتى تتهيأ له الفرصة المناسبة، والأمر في ذلك سهل إذا توجه إلى الله، وحرص الطالب على أن يملأ وقته بطلب العلم والهوايات النافعة بعد الصلوات والطاعات، بالإضافة إلى الابتعاد عن أماكن النساء، وعدم الحديث حول الأمور التي تثير الغرائز وتشعل نيران الشهوات.
إذا كنت - ولله الحمد - ملتزما فإن العلاج سوف يكون سهلا بحول الله وقوته، فتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وابحث عن الرفقة الصالحة فإنها خير عون على الخيرات، وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
أنا في الحقيقة سعيد بهذه الاستشارة التي تدل على روح وثابة، وقد أحسن من قال:
وإذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجسام
هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إلى الله، وعود نفسك التوكل على الله والثقة في نصره وتأييده، واعلم أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.
ونسأل الله أن يحقق لك ما تريد.