السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أما بعد:
فلدي طفل عمره 8 سنوات، لا يعاني من أي مرض - حسب علمي لأنه لا يشكو من أي شيء - ولكنه نحيف، ووزنه حوالي 24 كغم، وعندما أنظر إلى وجهه أراه شاحبا بعض الشيء، هو حرك، أي دائم الحركة، ويسهر إلى ساعة متأخرة من الليل، ويأكل باستمرار (الحلويات والنساتل والبسكويت والفواكه) ولكنه لا يأكل الطعام جيدا؛ لأنه كثيرا ما يرفض أنواعا معينة من الأطعمة، أريد حلا له وما هي أنواع الأدوية (الفيتامينات والمشهيات والمعادن المناسبة له) فشهيته قليلة للطعام؟
علما أن شقيقته الصغيرة طبيعية جدا، أي: لا تعاني من النحافة.
مع فائق احترامي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:
أولا: أود أن أطمئنك أن وزن طفلك طبيعي تماما، ومتوسط الوزن في عمر ثمان سنوات هو 25 كيلو جراما ونصف، أما المعدل الطبيعي للوزن في هذا العمر فهو ما بين 20 إلى 37 كيلو جرام، فيمكنك أولا أن تطمئن إلى أن وزنه طبيعي.
وبالنسبة للأكل في هذا السن، فهذا السن هو سن اللعب والنشاط والعبرة ليست بكمية الأكل، وإنما العبرة بنوعية الأكل وتوازنه وحصول الطفل على احتياجاته من العناصر الغذائية المختلفة للنمو السليم.
يجب أن يأخذ الطفل احتياجاته من البروتين: (اللحوم، والدجاج، والأسماك، واللبن، والبيض، والبقوليات)، ومن الدهون: (السمن، الزيت في الطعام)، ومن الكربوهيدرات (الخبز، الأرز، المكرونة)، ومن الفيتامينات والمعادن: (الخضروات الطازجة والمطبوخة والفواكه).
وعلينا أن نحرص على اتزان الوجبات، ولا يهم أن يتناول كميات كبيرة من وجهة نظرنا، وأود أن أنبه إلى أن استعمال ما يسمى بفواتح الشهية غالبا لا يأتي بثماره، ويتحمل الطفل فقط الآثار الجانبية للدواء.
من المهم ألا نجعل الأكل شيئا مثيرا لغضب الطفل وننوع فيه، لا أن يكون شيئا مملا، وغالبا ما يكون الصراخ في وجه الطفل عندما لا يأكل بشكل جيد سلوكا عاما، وهو بالطبع شيء وسلبي ويزيد من المشكلة ولا يحلها، فعلينا أن نعيش مع الطفل في عالمه ونحاول أن نفهمه، وهو لن يستوعب أن عليه أن يأكل لكي يكبر بشكل صحي، وأن لديه احتياجات يجب أن يحصل عليها.
الإسراف في أكل الأطعمة غير المفيدة، مثل أكياس البطاطس، وحلوى الأطفال وغيرها بالطبع تفسد شهية الطفل، ولا تجعله يقبل على أنواع الطعام المفيدة، ويجب التغلب على هذا بالتنوع الجيد في أطعمة المنزل والتحفيز عليها دون أن نصرخ في وجه الأطفال.
بالطبع الأكل تعود، وعلى من يرغب في تجنب أولاده ذلك ألا يعودهم من البداية على تلك الأصناف ثم يعود ليقول لهم لا تأكلوها.
وأما بالنسبة للشحوب فيمكن عمل صورة دم كاملة لتحديد ما إذا كان هناك أنيميا - فقر دم - أم لا، وبالتالي يمكن أن يأخذ جرعات الحديد العلاجية لمدة ستة أسابيع ثم جرعات وقائية لستة أسابيع أخرى.
ولا علاقة للفيتامينات أو الحديد بزيادة الوزن، بل هي توصف للطفل إذا كان يعاني من نقص في أحد العناصر من الفيتامينات أو المعادن، وأما إذا كان الطفل يأكل أكلا متوازنا ويحصل على كل العناصر الغذائية فلا حاجة للفيتامينات أو الحديد.
والله الموفق.