السؤال
السلام عليكم.
أتناول دواء الفافرين بجرعة 100 ملجم بناء على نصيحتكم، وقد استفدت منه ولكن ليس بالصورة الكافية للقضاء على الوساوس نهائيا، فما هي الجرعة المناسبة للقضاء على الوساوس نهائيا؟ وما هي المدة اللازمة لكي يظهر مفعوله كاملا.
علما بأني أتناول الجرعة يوميا بانتظام، ولكن ليس في نفس الساعة تقريبا، فهل يؤثر ذلك على البناء الكيميائي ومن ثم على الشفاء؟
وقد قرأت في بعض المواقع أن مرض الوسواس القهري لا يتم الشفاء منه، وأن الأدوية المخصصة له هي مجرد مهدئات كالبروزاك والفافرين، بل إنها تؤدي إلى أورام في الجسم، فهل هذا الكلام صحيح؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن (الفافرين Faverin) من أفضل الأدوية لعلاج الوساوس القهرية، وجرعة علاج الوساوس دائما هي أكبر من الجرعة التي تستعمل في علاج القلق وعلاج الاكتئاب، وينصح بعض الأطباء بأن تكون جرعة علاج الوساوس القهرية ثلاثمائة مليجرام في اليوم، وهي الجرعة القصوى للفافرين.
فأرجو أن ترفع جرعتك إلى مائتي مليجرام في اليوم، ويمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة ليلا، أو تتناولها في شكل جرعتين -حبة ظهرا وحبة ليلا- وبعد شهرين من الاستمرار على هذه الجرعة إذا لم تتحسن بصورة واضحة يجب أن ترفع الجرعة إلى ثلاثمائة مليجرام، ويكون تناول الجرعة بمعدل مائة مليجرام صباحا ومائتين مليجرام ليلا.
وأما بالنسبة للمدة فإن مدة العلاج تتفاوت من إنسان إلى آخر، ولكن المجمع عليه أن مدة عام كامل ربما تكون هي الأفضل في حالات الوساوس القهرية الشديدة، وبعد ذلك يتناول الإنسان الجرعة الوقائية أيضا لمدة عام أو عامين.
وأما بالنسبة لوقت تناول الدواء فيفضل أن يكون الإنسان ملتزما بوقت معين، ولكن إذا أخفق في تناول جرعة أو جرعتين أو نسي تناول هذه الجرع فلا أعتقد أن ذلك سوف يكون له أثر سلبي على البناء الكيميائي.
ولابد أن يدعم العلاج الدوائي بالعلاج السلوكي، فالعلاج السلوكي هو الذي يضمن بدرجة كبيرة عدم حدوث انتكاسات بإذن الله، وأتفق معك أن الوسواس القهري من الأمراض التي ربما ترجع للإنسان، وإحصائيا نقول أن ثلاثين بالمائة من مرضى الوساوس يشفون شفاء كاملا، ولكن سبعين بالمائة من مرضى الوساوس قد تنتابهم نوبات أخرى، وهذه النوبات حتى نقلل من حدوثها يجب أن يكون هناك التزام بالدواء، وفي نفس الوقت التزام بالتطبيقات السلوكية.
والذين يلتزمون بهذه التطبيقات وتناول الدواء يمكن أن يعيشوا حياة طبيعية دون أي أعراض، وحتى إن جاءتهم الأعراض يكون لديهم القدرة على مقاومتها والعيش بارتياح وفي صحة نفسية جيدة.
والأدوية ليست مجرد مهدئات، وإنما تتحكم في المادة الكيمائية التي تعرف باسم (سيروتونين Serotonin) والتي يعتقد أن اضطراب إفرازها أو زيادته أو قلته هي التي تؤدي إلى الوساوس القهرية، وتتميز هذه الأدوية بأنها تضع هذا الموصل الكيميائي في مساره الصحيح، وبعد أن يوضع في مساره الصحيح ربما لا يرجع إلى حالته الأولى حتى بعد التوقف عن الدواء، ولكن في بعض الناس - لأسباب غير معروفة – ربما يرجع لوضعه الأول من فقدان للانتظام في إفرازه، وهذا يؤدي إلى الانتكاسات.
ويعرف أن العلاج السلوكي يدعم أيضا من فعالية الدواء ويدعم من أن تأخذ هذه الموصلات العصبية والمواد الكيميائية المرتبطة بالوساوس مسارها الصحيح، وهذا يجعلني أؤكد لك هذه الحقيقة عدة مرات وهي أهمية العلاج السلوكي.
والبروزاك Prozac والفافرين Faverin والأدوية المشابهة لهما هي أدوية فعالة وأدوية سليمة ولا تؤدي إلى أي أورام في الجسم، فهذا الكلام ليس صحيحا، فدواء الفافرين دخل الأسواق عام 1983م، ودواء البروزاك دخل الأسواق عام 1988م، ويعرف أن ملايين الناس قد تناولوا هذه الأدوية دون أي مشاكل، وهذه الأدوية يعرف عنها سلامتها قبل فعاليتها، وهذا ما تتميز به، فلا تشغل نفسك بهذا الأمر لأن القول بأنها تؤدي إلى أورام كلام غير صحيح ومردود عليه ويرفض رفضا باتا، نسأل الله تعالى أن يحفظنا جميعا.
وبالله التوفيق.