الأسباب العضوية والنفسية للرعشة عند كبار السن، وعلاج ذلك؟

0 809

السؤال

جزاكم الله خيرا وجعل هذا الموقع في موازين حسناتكم.

إخواني المستشارين: والدتي تعاني من رجفة في الجسم وخفقان في القلب.

ذهبت إلى أكثر من طبيب وجميعهم قالوا: إنه لا يوجد أي مرض عضوي، وكان الضغط عندها يرتفع وينزل.

أنا أعتقد أنها أعراض نفسية، ولكن والدتي -حفظها الله- ألاحظ عليها أنها تعبت من هذه الحالة، وتريد التخلص منها .

أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nawaf حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا، وبارك الله فيك، ونشكرك كثيرا على اهتمامك بأمر والدتك، وهذا حقيقة يدل على برك بها.

حقيقة الرجفة وخفقان القلب توجد لها أسباب عضوية وتوجد لها أسباب نفسية، والأسباب العضوية كثيرة ومنها ضعف الدم وكذلك زيادة إفراز الغدة الدرقية، وهنالك أيضا أمراضا أخرى تصيب الأعصاب ولكنها نادرة، وبالنسبة للأسباب النفسية فهي كثيرة، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى رجفة الجسم والخفقان في القلب فهو القلق النفسي، فهو المسبب الأول، وبعض النساء خاصة ما بين الأربعين إلى خمسين سنة تحدث لهم الكثير من التغيرات البيولوجية والهرمونية، وقد تحدث لهم أعراض مشابهة من قلق وتوتر وبعض الرجفة في الجسم.

أنت قد ذكرت أن والدتك لا تعاني من مرض عضوي، ولكني حقيقة لم يكن من الحكمة أن أصف لها دواء أو علاجا دون أن نتأكد من قوة الدم لديها وأن يكون الطبيب قد فحص لديها الغدة الدرقية والهرمونات، خاصة أن ضغط الدم لديها متذبذب، وهنا لابد أن أضيف أن اضطراب الغدة ما فوق الكلوية أيضا قد يؤدي إلى تذبذب في ضغط الدم ما بين الارتفاع والانخفاض، وهذا أيضا يؤدي إلى خفقان.

هذا يحتاج إلى فحص خاص عن طريق طبيب الغدد، فإذا كان هنالك إمكانية لعرض والدتك على طبيب مختص في الأمراض الباطنية أو الأمراض الباطنية مع أمراض الغدد، فسوف يقوم الطبيب إن شاء الله بفحصها فحصا كاملا، وهنا تكون الصورة الإكلينيكية -الصورة السريرية- قد اكتملت ويوجد الإنسان مطمئنا تماما.

أما إن اتضح أن الأسباب هي أسباب نفسية بحتة فحقيقة سوف يكون من المفيد بالطبع للوالدة أن تتناول الأدوية التي تعالج مثل هذه الحالة، فهنالك عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، وهو عقار في الأصل مضاد للقلق والتوتر والمخاوف والاكتئاب، وهو يعتبر عقارا جيدا، وجرعته هي عشرة مليجرام ليلا، يمكن أن تستمر عليه لمدة ستة إلى تسعة أشهر دون أي إشكال.

ويضاف إلى هذا الدواء دواء آخر يعرف تجاريا باسم إندرال Inderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol)، وجرعته هي عشرون مليجرام صباحا ومساء حسب شدة الرجفة وكذلك خفقان القلب، ويمكنها أن تستمر عليه بهذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله، ويمكن أن يتم تناوله عند اللزوم.

هذه أدوية مفيدة وتوجد أدوية أخرى كثيرة جدا، فأرجو أن تقوم بنصيحة والدتك بأن تقابل الطبيب مرة أخرى للتأكد من الحالات العضوية الخاصة التي أشرنا إليها، ونسأل الله تعالى أن تكون في صحة جيدة وممتازة، وإذا اتضح أن الأمر هو ناتج عن قلق نفسي فيمكنها أن تتناول الأدوية التي ذكرتها لك، وبالطبع يجب مساندتها ومؤازرتها، وإذا كانت تعاني من أي صعوبات أو مشاكل ذات طابع اجتماعي أو أسري فلا بد أن يبحث عن السبل التي تجعلها أكثر ارتياحا واستقرارا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على اهتمامك بأمر والدتك، ونسأل الله لها الشفاء والعافية، وجزاك الله خيرا على ثقتك فيما تقدمه الشبكة الإسلامية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات