السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب جامعي في السنة الثانية، لقد كنت في الثانوية طالبا مجتهدا، وكنت أتفوق علي الطلاب في دروسي، وعندما دخلت الجامعة لا أدري ماذا جرى لي
لقد أصبحت كثير النسيان، ولم أعد أستطع حتي أن أقرأ دروسي، وفي بعض الأحيان أكون حزينا جدا، لا أدري لماذا، هل السبب هو لأني لم أعد طالبا مجتهدا كما كنت أم هو شيء آخر لا أعرفه؟
أنا أدرس في بلد آخر غير بلدتي، لا أدري ماذا حدث لي؟
أتوجه إلى الله أولا ثم إليكم، فأرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من أكبر أسباب ضعف التركيز وعدم الرغبة في الدراسة هو الاكتئاب النفسي أو القلق النفسي، وفي بعض الأحيان فقط مجرد التكاسل أو استبدال التعليم وقيمة العلم باهتمامات أخرى.
فالذي أرجوه منك هو أولا أن تستشعر استشعارا قويا وثابتا لأهمية العلم وأهمية التعليم، وأن العلم وسلاح المعرفة هي الوسائل الأساسية التي يستطيع الإنسان أن يكابد في الحياة بها ويواجه بها الصعوبات الحياتية الكثيرة.
إذن تضخيم وتجسيم ومعرفة أهمية التعليم واستذكار ذلك يعتبر أمرا ضروريا جدا، وعليه يجب أن تتذكر أن أهلك في انتظارك وهم في انتظار ذلك اليوم الذي تتحصل فيه على الشهادة وعلى التفوق حتى يفرحوا بك، تذكر هذه اللحظات العظيمة.
هنالك نوع من القلق أو ما نسميه بعدم التواؤم أو قلق فراق الأوطان أو التشوق إلى الأوطان، فالإنسان حين يسافر إلى مكان آخر ويستقر فيه ربما يصاب بهذا النوع من القلق، وهذا يحدث غالبا في فترة الثلاثة أشهر الأولى، ثم بعد ذلك يختفي، فربما تكون قد أصبت بشيء من هذا، ولكن تذكر أنك -الحمد لله- وسط إخوة آخرين، وأن التواصل مع الأهل ليس صعبا، فوسائل الاتصال الآن أصبحت سهلة ومتاحة، وفي نفس الوقت أنت الحقيقة أتيت من أجل رسالة وهي رسالة مهمة وهي الحصول على التعليم؛ ولذا يجب أن تستثمر كل لحظة في حياتك ما دمت بعيدا عن بلدك وعن أهلك لئن تتحصل على العلوم الصحيحة التي تفيدك إن شاء الله تعالى في الدنيا والآخرة.
هذه المفاهيم الصلبة إذا رسخت لديك سوف تحسن عندك الدافعية كثيرا.
ثانيا: عليك أن تنظم وقتك؛ فإن تنظيم الوقت يعتبر أمرا ضروريا جدا، فيجب أن تضع جدولا للكيفية التي تدير بها زمنك، فلابد أن تخصص وقتا للراحة، ونبدأ بالراحة لأننا نعرف أهميتها، ولا بد أن تخصص وقتا للمذاكرة، ووقتا للرياضة، ووقتا للعبادة، ووقتا للتواصل الاجتماعي، ووقتا للترفيه عن الذات بالضوابط المشروعة، ويجب أن تلتزم التزاما قاطعا بهذه الجدولة الزمنية، والذي لا يدير وقته بصورة جيدة لا يمكن أن ينجح.
عليك أيضا الاستعانة بزملائك وأصدقائك في الدراسة، فلا بد أن يكون لديك معارف ولابد أنك قد تعرفت على بقية الطلاب، ولا مانع من أن تكون معهم مجموعة للمذاكرة وللدراسة مع بعضكم البعض، وممارسة الرياضة مع بعضكم البعض، فهذا -إن شاء الله تعالى- فيه تحفيز وتشجيع ومعاضدة ومساندة كبيرة لك، فكن حريصا على ذلك.
سيكون من الجيد أيضا أن أصف لك أحد الأدوية التي تحسن التركيز وتزيل القلق، وإن شاء الله تشرح صدرك وتزيل أي سنحة للكآبة أو الكدر، والدواء يعرف علميا باسم (فلوكستين Luoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، فأرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، وهو دواء بسيط وموجود في إيران، وقد لا يتطلب وصفة طبية، وهو لا يسبب أي نوع من الإدمان، وكما ذكرت لك يحسن كثيرا من التركيز ويزيل القلق والاكتئاب -بإذن الله تعالى-.
أسأل الله تعالى لك الهمة العالية، وعليك الشعور بالمسئولية حيال نفسك وأسرتك.
ولمزيد من الفائدة يرجى مطالعة الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للنسيان: (269001 - 269270) والعلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121).
ويمكنك كذلك الاستفادة من هذه الاستشارات حول الرقية الشرعية (237993- 236492-247326).
وفقك الله للخير.