السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استشرتكم سابقا عن إصابتي بالرهاب الاجتماعي، ووصفتم لي دواء زيروكسات، لكنه لم يأت بنتيجة، فقرأت أن الإندرال 40 ملجم مفيد جدا، وبعد تناوله صرت خطيبا مفوها وإماما بارعا، وكنت أستخدم الدواء العلاجي مع السلوكي، فكنت أدفع نفسي في مثل هذه المناسبات وأتحين الفرص المناسبة لذلك.
وكنت أستخدم جرعة 40 ملجم من الإندرال، ثم تطور الأمر إلى ثلاث حبات ثم أربع وهكذا، حتى صرت في بعض المناسبات الكبيرة والمهمة أتناول سبع حبات، وقد ثبت على أربع حبات 40 ملجم يوميا، ووضعي ممتاز ولا أعاني من أي مشاكل صحية، سوى بعض التفكير والهواجس الليلية فقط.
علما بأن نوع الرهاب عندي محصور في إمامة الناس في الصلاة، وتلاوة القرآن أمام الحضور، وإلقاء الكلمات الوعظية فقط، ولا أعاني من الرهاب في المناسبات الاجتماعية، بل أعتبر نفسي من أجرأ الناس دون تناول أي دواء، وقد قرأت عن دواء الإندرال وعلاقته بنبضات القلب وضغظ الدم، فهل هناك مضار من زيادة الجرعات أم أثبت على الجرعة المذكورة؟!
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
إننا نحمد الله ونشكره على نعمة التحسن، وعلى أنك أصبحت في وضع صحي ونفسي متميز، فهذا - بفضل الله - ثم بمثابرتك واجتهادك وتصميمك على التحسن، فإرادة التحسن لديك عالية، وإرادة التحسن هي التي ترفع من همة الإنسان وتجعله دائما تواقا لأن يتخلص من سلبياته، خاصة الطاقات النفسية السلبية مثل القلق والرهاب.
وهذا التحسن في حد ذاته يجب أن يكون محفزا وداعما ومشجعا داخليا بالنسبة لك لمزيد من التحسن وللاستمرار على هذه الصحة النفسية الممتازة التي أنعم الله بها عليك.
ولا شك أن (الزيروكسات Seroxat) علاج مشهود له بالفائدة المتميزة في علاج الرهاب الاجتماعي، ولكننا لا ننكر أن الدواء قد لا يفيد كل الناس؛ لأن التركيبة الوراثية أو الجينية لكل إنسان تختلف عن الآخر، والتوافق والتمازج الجيني بين الدواء وبين التركيبة الجينية هي التي تحدد مسار الفاعلية أو عدم الفعالية، وأعتقد أن الزيروكسات لم يفدك لأنه لم يوافق مركباتك أو مكوناتك الجينية.
وأما بالنسبة لعقار (إندرال Iinderal) فيعرف أنه يثبط أو يغلب على الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق أو الرهاب أو الخوف، وهذه الأعراض الجسدية تتمثل في تسارع ضربات القلب والرعشة وربما انشداد العضلات، ويعتبر هذا الدواء علاجا جيدا في هذا السياق.
والجرعة المطلوبة غالبا لعلاج هذه الأعراض هي ما بين عشرين إلى ستين مليجراما، فمعظم الناس يحتاجون لهذه الجرعة، وأنت الآن تتناول جرعات عالية نسبيا، فجرعة مائة وستين مليجرام (أربع حبات) في اليوم هي جرعة ليست خطيرة، ولكنها جرعة عالية نسبيا؛ لأن أي جرعة أكثر من مائة وعشرين مليجراما في اليوم ربما تؤدي إلى خفض بسيط في ضغط الدم، فهذا ربما يحدث، وضربات القلب أيضا سوف تنخفض ولكن هذا انخفاض فسيولوجي وليس انخفاضا عضويا أو مرضيا.
وضربات القلب يمكن أن تقيسها، فإذا انخفضت أقل من خمسين في الدقيقة وأنت في وقت الراحة فيجب أن تخفف من الإندرال، وأما إذا كانت خمسين أو أكثر في الدقيقة فهذا يعتبر أمرا طبيعيا ولا خوف منه أبدا.
إذن مراقبة الضغط يعتبر أمرا ضروريا، ومع ذلك لا أريد أن أخلق لك أي نوع من التوهمات، وأعرف أن الإندرال دواء سليم، ولكن هذه حقائق علمية يجب أن تمتلكها، فجرعة أكثر من مائة وعشرين مليجراما ربما تؤدي إلى انخفاض في الضغط وربما يحدث أيضا انخفاض في ضربات القلب، وإذا كان مستوى الضربات أقل من خمسين وأنت في وضع استرخائي فيجب أن تخفض جرعة الإندرال.
وإذا تمكنت من أن تستمر على الإندرال أربعين مليجراما صباحا وأربعين مليجراما مساء فربما يكون هذا هو الأسلم وهذا هو الأحوط، ويمكن أن تضيف علاجا آخر – علاجا أكثر تخصصيا – وهو يسمى تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline).
وهذا الدواء شبيه بالزيروكسات، ولكنه ممتاز ومميز لعلاج القلق والرهاب، ولاحظنا أن الأشخاص الذين لا يستجيبون للزيروكسات كثيرا ما يستجيبون للزولفت أو للسترال، فيمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجراما) في اليوم، وهذا ربما يكون كافيا لأن حالتك قد تحسنت كثيرا بفضل الله.
ويوجد نوع من الإندرال يسمى بإندرال (LA80)، هذا النوع من الإندرال بطيء الإفراز، أو يمكن أن نقول: إنه طويل الأمد، أي: يظل في الدم فترة طويلة، وهذا النوع من الإندرال يمكن تناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، وبالتجربة الشخصية معه أرى أنه مفيد لأن يوقف الأعراض النفسوجسدية للقلق والرهاب.
فإذا تحصلت على هذا النوع من الإندرال وجربته فهذا أمر جيد، وإذا لم تتحصل عليه أو إذا تحصلت عليه ولم تحس منه بفائدة فيمكنك الرجوع إلى الإندرال العادي وهو أربعون مليجراما.
نسأل الله أن يكتب لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.