السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفت على شاب من بلد غير بلدي، وكان التعارف عبر الهاتف، وقد كان في البداية تعارفا دون عنوان، أي صداقة وأخوة، وكان يتصل بي من وقت لآخر يسألني وأسأله عن بعض الأمور التي تخصنا.
ومع مرور الأيام عرض علي الزواج فوافقت، لأني شعرت أنه شخص مناسب، وأمي كانت ترفض زواجي من غير بلدي، وبعد مرور ثلاث سنوات من الحب الحقيقي والتضحية عرفت أنه متزوج وعنده طفلان، فعاتبته لكذبه علي، فأخبرني أنه كذب علي لأنه يحبني، وأخبرني بأنه لا يحب زوجته وأن لديها ضعفا جنسيا كبيرا، وأنه سيتزوج لا محالة.
وقد تعلقت به كثيرا وأحببته وضيعت من يدي فرص عمل وزواج كثيرة لأجله، وأشعر أنه يحبني لدرجة أنه يحب التراب الذي أمشي عليه، لكني أخاف أن يتغير بعد الزواج، فما رأيكم في الزواج منه؟!
أفيدوني وجزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن البدايات الخاطئة لا توصل إلى النتائج الصحيحة، والذي يأتي من النافذة هو السارق، والكلام المعسول فن يجيده الكثيرون، ومن رضي بعلاقة الخفاء لا يؤتمن في الغد، فاتق الله في نفسك، ولا تجري وراء السراب، وعودي إلى ربك التواب، ولا تقبلي إلا بصالح يأتي من الأبواب ويقابل أهلك الأحباب، ويريد يدك على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومنهاج الكتاب.
والحقيقة أنت مثل ابنتي، ولذلك فأنا لا أرضى لك ما لا أرضاه لابنتي وأختي، وأخاف عليك لأن الرجل من بلد بعيد، ولأنه بدأ مشواره بالكذب، كما أن كلامه قد لا يصدق في زوجته؛ لأنه يحترف الكذب، ولأن الوالدة رافضة له وهي أحرص الناس على مصلحتك.
ونحن ننصحك بأن تحكمي عقلك بعد أن تراعي أحكام الشرع، ونتمنى أن لا تردي الخطاب لأجل ذلك الكذاب، واعلمي أن أي علاقة تنشأ بهذه الطريقة مصيرها الشكوك والظنون ونهايتها الفشل والحسرات والهموم، والشيطان الذي جمعكم على الغفلات هو الذي سوف يأتيك في الغد ويقول لك: كيف تأمنينه وقد خان زوجته وأم عياله، ثم يأتيه ويقول: كيف تصدق وتأمن فتاة رضيت بك عشيقا في الخفاء فتحصل المشاكل والأزمات.
وأرجو أن تعلم بناتي الفضليات أن الحب الحقيقي الشرعي الحلال هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد بالتعاون على البر والتقوى قوة وثباتا ورسوخا.
وسوف نكون سعداء إذا علمنا حدود العلاقة وآخر تطوراتها وصفات الذين تقدموا لك ولماذا كان الرفض؟ وما هي الفرص المتاحة لك؟
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة قطع العلاقة بالشاب تماما، ولا تقبلي به إلا إذا ظهرت لك توبته وبان لك صدقه، وجاء إلى داركم من الباب وقابل أهلك الأحباب، وتأكد لهم أنه ليس بكذاب، ورضيت به والدتك وأهلك بعد أن يتعرفوا عليه ويسألوا عنه، والمؤمنة تستخير وتستشير ثم تتوكل على ربها القدير.
وبالله التوفيق والسداد.