كيفية استخدام جرعة الدواء هالوبيريدول لعلاج التأتأة في الكلام

0 476

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد أرشدتموني في الاستشارة السابقة على دواء (هالوبيريدول) لعلاج التأتأة (الصعوبة في النطق) بجرعة ما بين 0.5و1.5 مليجرام.

وسؤالي هو عن نوع الهالوبيريدول: هل هو قطرة نقط بالفم أم شراب أم أقراص؟
فقد اشتريته وهو عبارة عن قطرة عن طريق الفم، والنقطة الواحدة نصف مليجرام، وقد أخذته بجرعة نصف مليجرام لمدة أربعة أيام ولا يوجد تحسن.

أضفت على النصف مليجرام نقطتين – أي مليجراما واحد - فأصبحت الجرعة 1.5 مليجرام، لمدة ثلاثة أيام، واليوم الرابع كنت سأموت من الألم في عيني بسبب الهالوبيريدول، وهو أن أعصاب عيني فقدت تحكمها ولا أستطيع النظر إلى أي شيء بل الألم شديد، وذلك من خلال كلام الدكتور الذي كشفت عنده.

فأرجو من سيادتكم أن ترشدوني إلى علاج لهذه الحالة (القضاء على التلعثم).

أرجو منكم أيضا أن تدلوني على الطبيب الذي أجد عنده حلا لهذا المشكلة، وهي الصعوبة في الكلام، وهل هو طبيب نفسي أم طبيب عادي (ما هو تخصصه)؟ وأين مكان هذا الطبيب علما بأني من القاهرة؟

أرجو أن يكون طبيبا مسلما حريصا على تطبيق السنة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن حالات الصعوبة في النطق والتلعثم والتأتأة لا يمكن أن تعالج في فترة قصيرة، فلابد للبرنامج العلاجي أن يمتد، ولابد أن تكون هنالك الفرصة، ولابد أن يكون هنالك الالتزام القاطع بتطبيقه بجوانبه السلوكية، وكذلك تناول الدواء.

عقار (هلوبربادول Haloperidol) يمكن أن يكون بأي شكل، يمكن أن يكون في شكل نقط أو في شكل شراب أو في شكل حبوب، وأنت الآن تحصلت على النقط، وهذا جيد جدا لأن النقط تتميز بأنها يتم امتصاصها بسرعة أكثر.

أتفق معك أن هذا الدواء في بعض الأحيان ربما يؤدي إلى نوع من الانشداد في عضلات الجسم المختلفة، خاصة عضلات الوجه وعضلات الفكين، وقد يؤدي أيضا إلى رعشة في اليدين.

أنا لم أتوقع أن يحدث لك هذا مع هذه الجرعة الصغيرة من هذا الدواء -واحد ونصف مليجرام– فعادة هذه الأعراض الجانبية قد تحدث مع جرعات أكبر كخمسة مليجرامات وأكثر في اليوم، ولكن ليس من المستغرب أن تحدث حتى مع الجرعات الصغيرة في بدايات العلاج.

عموما الذي أرجوه منك هو أن تخفض جرعة هذا الدواء إلى نصف مليجرام فقط في المساء، وأضف عليه عقارا آخر وهو عقار يعرف تجاريا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) بجرعة خمسين مليجراما ليلا.

إذن الدواء قمنا بتعديله ليصبح نصف مليجرام من هلوبربادول مرة واحدة ليلا، وخمسين مليجراما من الفافرين ليلا أيضا، وتستمر عليهما بالجرعة الموصوفة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن هلوبربادول وتستمر على الفافرين لمدة ستة أشهر أخرى.

الأدوية حقيقة فعاليتها تأتي من خلال أنها تقلل من القلق والتوتر؛ لأن التلعثم والتأتأة كثيرا ما تكون مرتبطة بالقلق والتوتر، ولذا لابد أن تعلم نفسك الاسترخاء؛ لأن الاسترخاء هو ضد القلق وضد التوتر، فحاول أن تمارس تمارين الاسترخاء، وأن تكون لك ثقة في نفسك، وأن تمارس الرياضة، وأن تحدد الكلمات التي لديك فيها صعوبة وتنطقها عدة مرات، وأن تتكلم ببطء، وأن تأخذ نفسا عميقا عند بدء الكلام.

هذه كلها أمور مفيدة جدا، وكما ذكرت فإن تلاوة القرآن بصوت مرتفع وتؤدة فيها الكثير من النفع في علاج التلعثم والتأتأة.

التخصصات التي يمكن أن تستفيد منها هي الأخصائي النفسي؛ لأن الأخصائي النفسي سوف يقوم بتدريبك على الاسترخاء، وهذا مهم جدا لعلاج القلق، إذن لا حاجة لطبيب نفسي، ولكن هنالك حاجة لأخصائي نفسي، وأنت أيضا سوف تستفيد من أخصائي التخاطب، وأخصائي التخاطب كثيرا ما يلحقون بعيادات الأنف والحنجرة.

حقيقة لا أستطيع أن أعين لك طبيبا معينا أو أخصائيا معينا، ومصر -والحمد لله- مليئة بالأطباء المسلمين والمتميزين، فأرجو أن تسأل معارفك أو من هم حولك، ويمكنك الوصول إلى الشخص الذي تثق فيه وتستطيع أن تبني معه علاقة علاجية فعالة.

إذن المهم جدا أن تثق في نفسك، والمهم جدا أن تكون عندك التطبيقات التي ذكرتها لك وتمارسها بدقة وانتظام، وأن تتناول الدواء حتى يساعدك في الاسترخاء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات