السؤال
السلام عليكم.
لدي أربعة أطفال، أكبرهم بعمر 9 سنوات، ثم يليه ابنتان توأم بعمر سبع سنوات، والأخيرة بعمر سنة وخمسة أشهر.
ابنتي الأخيرة كانت في عمر ما بين الثمانية أشهر والسنة تنطق بعدة كلمات مثل: -بابا وماما ودادا- كعادة كافة الأطفال في مثل هذا العمر، لكن منذ أن تجاوزت السنة وإلى الآن لا تنطق بهذه الكلمات أو غيرها، وأرى أنها تلاقي صعوبة في النطق، علما بأنها أحيانا تنطق بكلمة بابا ولكنها غير مفهومة، وتستعمل الإشارات غالبا حيث تؤشر بيديها.
مستوى سمعها جيد جدا، وكذلك مستوى ذكائها وأدائها لكافة الحركات، وتمشي منذ عمر السنة، وقد برزت لها أسنان عديدة في فكيها، وسؤالي:
هل لديها مشكلة ما في النطق؟ ولماذا كانت تنطق سابقا ولا تنطق حاليا؟ وهل الموضوع نفسي أو فسيولوجي؟
علما بأن ولدي الأول وفي عمر السنتين تقريبا عانى مشكلة في النطق بعد أن كان ينطق جيدا، وهي الصعوبة في النطق، حيث إذا كان يريد أن ينطق يحمر وجهه ويتشنج لينطق كلمة، وأعطيناه حينها وصفة طبية لدكتور أطفال وهي عبارة عن حبوب - مع الأسف لا أذكر اسمها - لفترة محددة، وعاد - والحمد لله - إلى طبيعته ونطقه ممتاز وسليم.
الرجاء مساعدتي في مشكلتي؛ حيث أنني قلق جدا من حالة ابنتي، وجزاكم الله خير جزاء المحسنين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن عمر النطق بين الأطفال يتفاوت، فالعوامل الجينية قد تلعب دورا، كما أن البنات أكثر فصاحة وسرعة في الكلام من الأولاد، كما أن البيئة المحيطة بالطفل تعتبر عاملا مهما جدا في تأخير أو سرعة مقدرته على النطق والكلام.
هذه البنية -حفظها الله– لا أرى أن لديها مشكلة أبدا، فالذي حدث لها هو نوع نسميه بالنكوس أو التراجع، فكثير من الأطفال قد يكتسب شيئا ثم يفقده خاصة النطق، والنكوس يحدث إذا حدث للطفل نوع من الخوف البسيط ولم يلاحظ من قبلكم، فربما يكون حدثا بسيطا جدا، أو أن الطفل قد فقد شيئا كان يستمتع به، فأعرف أن النكوس يحدث دائما للأطفال بعد ولادة طفل آخر، خاصة بالنسبة للطفل الأصغر، فهذه من أكبر الأسباب، أو أن الانتباه قل من الطفل.
هذا نوع من النكوس الوقتي، وأرجو ألا تنزعج مطلقا؛ والموضوع لا يزعج إلا إذا بلغ الطفل خمس سنوات، فالطفل الذي لا تتطور لديه اللغة بصورة معقولة عند العمر خمس سنوات هنا نكون قلقين، ولا شك أن تشجيع هذه الابنة -حفظها الله– وكثرة الكلام معها وتحفيزها وتقبيلها واحتضانها يساعدها - إن شاء الله تعالى – كثيرا.
كما أرجو أن يستفاد من الألعاب، فاللعبة التعليمية توسع من مدارك الطفل كثيرا، وفوق ذلك اجعلوها تختلط أكثر بالأطفال؛ لأن الطفل يتعلم من الطفل.
إذن هذا وضع لا أعتبره مرضيا، فهو نوع من النكوس البسيط وليس أكثر من ذلك، وحقيقة أنا لا أفضل العلاجات الدوائية في هذا السن لدى الأطفال، خاصة أنه لا يوجد أصلا ما نعالجه دوائيا، هي عملية بسيطة جدا، نوع من عدم التواؤم الذي سوف يرجع - إن شاء الله تعالى – طبيعيا، وأنا سعيد جدا أن أعرف بالنسبة لابنك البكر أنه قد تحسن وأصبح الآن في وضع طبيعي وممتاز، ومن الواضح أنه كان يعاني من نوع من قلق الطفولة، وهذا قطعا يؤدي إلى التعلثم وتأخير اللغة خاصة لدى الأولاد.
أسأل الله العافية والشفاء للجميع، ولكم التوفيق والسداد، وأرجو ألا تنزعج ولا تقلق حيال ذلك.
وبالله التوفيق.