السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، وبعد:
لدي طفل يبلغ من العمر سنة وثلاثة أشهر، ظهرت عليه نوبات صرع منذ كان عمره أسبوعا، وتم عرضه على الطبيب، وقام بعمل الفحوصات، وأخذ علاج (ريفوتريل) وآخر (دوباكين)، وبعد مضي سنة على الفحوصات والعلاج قرر الدكتور إعادة فحص الرنين، وتبين أن الطفل سليم، ولا توجد عنده مشاكل في الرأس، وأمر بالبدء فورا في تخفيض القطرات من ريفوتريل؛ وذلك لسحبه والاستمرار في الدواء الآخر، فماذا يعني ذلك؟
معلومات عن الطفل:
بدأ الجلوس في الشهر السادس، وسحب في الشهر الثامن، والآن يمشي عل الكنب والجدران ويقف لفترة قليلة، وكوني أم الطفل فلا أرى فرقا بين حركاته وبين أخيه الأكبر، حتى إن لديه تصرفات أذكى، والطفل يأكل أي شيء ولا يرفض - والحمد لله - طلعت لديه أضراس وأسنان، ويتكلم بكلام بعضه مفهوم مثل: ماما بابا ،كب "كلب" كان الطفل منذ البداية طبيعيا إلا من التشنجات التي عانى منها، فهل يمكنني القول بأن طفلي تعافى منها؟ وهل التشنج ذهب بلا عودة في المستقبل؟
أرجو التكلم عن هذه الحالات؛ وذلك لأهميتها بالنسبة لي، وبارك الله فيكم، وجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الحلوين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله تعالى لابنك الصحة والعافية.
فإنه توجد عدة أنواع من التشنجات التي تصيب الأطفال، ويظهر أن نوع التشنج الذي أصاب هذا الابن هو من النوع الحميد -بإذن الله تعالى- وهذا التشنج هو بالطبع ناتج من خلل في الإفراز الكهربائي في الدماغ، فكثيرا ما تكون البؤرة موجودة في الفص الصدغي أو في الأجزاء الأخرى من المخ.
استجابة هذا الابن للعلاج بهذه الصورة بشارة عظيم، فالحمد والفضل والمن لله تعالى.
الأطباء قد أعطوه اثنين من أقوى الأدوية التي تستعمل لعلاج التشنجات الصرعية، وعقار (ريفوتريل Revotril) – وهذا هو الاسم التجاري –والذي يسمى علميا باسم (كلونازبام Clonazepam) وعقار (دباكين Depakine) من الأدوية التي نستطيع أن نقول أنها الأدوية الذهبية لعلاج هذا النوع من التشنجات.
الحمد لله تعالى مما ذكرته من رسالتك أستطيع أن أقول أن نمو وتطور الطفل وتقدمه طبيعي جدا، وهذا أمر مشجع وهذا أمر محفز جدا.
الأطباء حين بدؤوا في تخفيض والتوقف عن الريفوتريل هذا قرار سليم؛ لأنهم اطمأنوا على نوع التشنجات التي يعاني منها الطفل، وهي من النوع البسيط –من النوع الحميد– كما ذكرت لك، ولكن لابد أن يكون هنالك حذر وكامل الحذر في تناول الدواء الثاني وهو دباكين، فيجب أن يكون هنالك حرص وحرص شديد جدا مع اتباع التعليمات الطبية؛ لأن أي نوبة –لا قدر الله– تحدث للطفل هذا يعني أنه سوف يبدأ العلاج من جديد، ويعرف أن مدة العلاج هي من سنتين إلى ثلاث في هذه الحالات الحميدة.
فأرجو أن تكوني حريصة جدا في اتباع التعليمات الطبية وفي إعطائه الدواء بالصورة الصحيحة.
لا شك أن عدم حدوث النوبات ساعد في تقدم الطفل وتطوره الحركي وتطوره الذهني والعقلي، وهذا يتضح أن كل شيء طبيعي لديه.
لا شك أن حدوث النوبات التشنجية يؤخر من نمو الدماغ، ولذا يجب أن نكون حريصين جدا على تناول الدواء.
لا شك أنني أستطيع أن أقول لك أن طفلك قد تعافى بفضل الله تعالى، ولكن لابد أن يستمر على الجرعة الوقائية؛ لأن الحكمة الطبية تقول أن العلاج تقسم مراحله إلى:
جرعات البداية، ثم الجرعات العلاجية، ثم الجرعات الوقائية، فأرجو متابعة العلاج مع الطبيب، وإذا كان يتلقى العلاج في مؤسسة حمد الطبية فهنالك الأخ الدكتور محمد بسيسو، وهنالك الأخ الدكتور محمود فوزي، وهم حقيقة من أفضل الأطباء لعلاج مثل هذه الحالات، وكذلك بقية الزملاء الموجودين في قسم طب الأعصاب لدى الأطفال.
كل الذي أرجوه منك هو المتابعة والمتابعة، وهذا أقوله لجميع الناس، والخطأ الذي يحدث كثيرا أن الطفل بعد أن ينتظم وتختفي التشنجات يعتقد الأهل أن الأمر قد انتهى ويبدؤون في سحب الأدوية دون اتباع الإرشاد الطبي، فأرجو ألا تقعي في مثل هذا الخطأ، وهذه الحالات هي حالات حميدة وحالات بسيطة، وحقيقة التشنجات قد تكون ناتجة من ارتفاع درجة الحرارة في الأيام الأولى بعد ولادة الطفل، وهنالك أطفال أيضا يصابون ببعض الصعوبات وقلة الأكسجين في أثناء الولادة، أو تحصل ضربات وكدمات على الرأس لا تلاحظ، هذا أيضا قد يؤدي، وهنالك بعض الأطفال تكون التشنجات ناتجة لأسباب وراثية، حيث إن هذه الحالات قد تجري في الأسر.
يعرف أن الأطفال الذين لا تنتابهم أي نوبات في هذه الفترة تكون نسبة شفائهم عالية جدا وهي خمسة وثمانون إلى تسعين بالمائة، فهذه بشارة كبرى وأسأل الله أن يشفيه وأن يعافيه، وبارك الله فيك ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
وبالله التوفيق.