السؤال
من فترة غير قصيرة أعاني من مشكلة التسويف في كل عمل أود القيام به، حيث لا أستطيع إنجاز عمل إلا في آخر لحظة، وكلما عزمت على القيام بعمل ومشيت في خطوات أجدني ملفوفا بثوب الكسل والتسويف؛ مما يضيع علي الكثير من الفرص، وكلما شمرت عن ساعد الجد تجد - حليمة قد عادت إلى عادتها الأولى-، بالله عليكم كيف أقوي عزيمتي؟ وكيف أشد من همتي وأبقى على الجد والمثابرة؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبداية أنت مستدرك وعلى وعي تام بمشكلتك، وعلى دراية بالصعوبات التي تعاني منها، وحقيقة هذا يمثل الجزء الأكبر والجزء الأهم في الحل.
التكاسل والتسويف وكذلك التردد قد تكون عادات مكتسبة وليست أكثر من ذلك، أو قد تكون ناتجة في بعض الأحيان من الوساوس والتردد وكذلك الاكتئاب النفسي.
خطوات العلاج واضحة جدا وسهلة جدا وهو أولا: أن تعرف أن الإنسان الذي يتردد ولا يكون لديه العزيمة الكافية يضيع جزءا كبيرا جدا من عمره، فالذي أقوله لك أولا: ابدأ بالدعاء، فيجب أن تقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل)، فيجب أن تركز على هذا الدعاء وأنت موقن بالإجابة - إن شاء الله تعالى -.
ثانيا: عليك بممارسة الرياضة، فالرياضة تعتبر من أفضل الوسائل التي تنشط وتزيد من الطاقات النفسية والجسدية.
ثالثا: عليك بإدارة وقتك بصورة صحيحة، فلابد أن تضع جدولا زمنيا يكون محددا لإدارة الوقت في أثناء اليوم، فابدأ بما هو مهم، ثم الأقل فالأقل، ولكن من الضروري ألا تساوم نفسك ومن الضروري أن تلتزم به التزاما قاطعا.
رابعا: لابد أن تشعر بقيمة الأشياء، فالإنسان الذي لا يشعر بأهمية الأمور لا يعيرها اهتماما، كل شيء مهم وكل شيء ضروري، فلابد من أن تستشعر المسئولية، ولابد أن تعرف أن علو الهمة هو المطلوب، والإنسان يستطيع أن يغير نفسه، فهذا هو الشيء الضروري جدا والمهم جدا.
خامسا: عليك أن تتخذ القدوة الحسنة، فكن دائما مع المتفوقين وكن مع الأشخاص الذين يتمتعون بطاقات نفسية وجسدية عالية، الأشخاص الموضوعون في الحياة الذين يستشعرون بأهمية الأشياء والذين يعرف عنهم الإنجاز والمثابرة والحضور، اجعلهم أصدقاء لك وخذ القدوة منهم، ولابد أنك على وعي كامل أن ديننا الإسلامي الحنيف يدعوننا دائما إلى المثابرة وإلى الجدية وإلى علو الهمة، فأرجو أن تكون كذلك.
بعد ذلك يأتي أمر تناول أحد الأدوية التي تساعدك إذا كان هنالك أي اكتئاب نفسي موجود، والاكتئاب النفسي كما ذكرت لك يمكن أن يكون في صورة خفية جدا، فليس من الضروري أن يحس الإنسان بأنه قلق أو متوتر أو أنه لديه سوداوية في مزاجه أو لديه اضطراب في تناول الطعام أو النوم أو افتقد الرغبة في الأمور كلها، فالاكتئاب قد يأتي بشيء من التكاسل وفقدان الطاقات والتهاون – وهكذا – خاصة في مثل عمرك، لذا سوف أصف لك دواء يعرف عنه أنه سليم جدا وممتاز جدا ويحسن - إن شاء الله تعالى – من دافعيتك ومن طاقاتك.
هذا الدواء يسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، فأرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ويفضل أن تتناوله بعد الأكل، وسوف تجد فيه - إن شاء الله تعالى – خيرا كثيرا، ولكن يجب أن تعطي الإرشادات التي ذكرتها لك القيمة العالية وتطبقها وتلتزم بها بحذافيرها.
هنالك أيضا فحص عضوي لو قمت بإجرائه سوف يكون هذا أمرا طيبا، وهو فحص نشاط الغدة الدرقية لديك، ففي بعض الأحيان فإن عجز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى فقدان الطموح وإلى التكاسل العضوي والتكاسل النفسي.
هذا احتمال بسيط، ولكن حتى تكتمل الصورة الكاملة فيفضل أن تقوم بإجراء فحص الغدة الدرقية، وهو فحص بسيط، وأعلم أنه - إن شاء الله تعالى – متوفر في جنوب إفريقيا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.