السؤال
لدي رائحة كريهة في الإبط على الرغم من وضع الديودرنت والاستحمام اليومي، -والحمد لله- لا يوجد عرق كثير، قمت بعمل العديد من الفوحصات، والتحاليل -والحمد لله- جيدة، وزني (67) وطولي (158).
أرجو ذكر تشخيص سبب الرائحة الكريهة في هذه المنطقة؟ وتذكروا أنها بدون عرق؛ لأن جميع الاستشارات التي قرأتها تجمع بين رائحة العرق والتعرق؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك فرط تعرق، وهناك رائحة كريهة للعرق حتى ولو قل، ونادرا ما يكون العرق من غير رائحة (عند الأطفال مثلا). ونادرا ما تكون الرائحة الكريهة من غير تعرق.
قبل أن نبدأ بالإجابة بودي التذكير بأنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له الدواء.
إن من القواعد الهامة البديهية: أنه لا يوجد شيء إلا وله سبب، وإن جهلنا بالسبب فهذا لا يبرئ المسبب، وإن تجاهلنا لسبب يحرمنا التحسن من آثاره.
من الأسباب المعروفة لرائحة البدن الكريهة واحد أو أكثر من الاحتمالات التالية:
A. التعرق وفرط التعرق، ونوعية التعرق، تراجع الاستشارات رقم ( 18638 و235478 و241550 و18547 و239626 ).
B. أكل بعض المواد الغذائية كالبصل والثوم وغيره الكثير مما يأكله بعض الناس أو الشعوب، فتتميز برائحة قد لا يحتملها غيرهم.
C.هناك بعض العرقيات أو المجموعات الإثنية تتميز بروائح عن غيرها من العرقيات، مثلا: الزنجي، أو تميز الهنود برائحة أو غيرها، علما أن بعض العادات من أكل وعطر وثقافة سلوكية معينة قد ينجم عنها تميز أصحابها بروائح معينة.
D. بعض الأدوية قد تؤدي إلى روائح معينة بالعرق أو البول أو الجسم بشكل عام.
E. بعض الأمراض تتميز برائحة مثل السكري، ورائحة الأسيتون، وقصور الكلية، والصدفية ورائحتها، والفقاع ورائحته، وهكذا.
F. يجب نفي وجود ناسور، أو أي فتحة من داخل الجسم إلى الجلد؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى رائحة شبيهة برائحة البراز، وقد يكون هذا الناسور صغيرا، أي: فتحة دقيقة تحتاج إلى تحري المخرج، وذلك بتتبع مصدر الرائحة، (ولو كان هذا السبب لتم إصلاحه جراحيا بسهولة).
G. بعض الإنتانات تتميز برائحة خاصة، مثل الجراثيم والإنتانات الرطبة والإفرازات الدورية، وخاصة في المناطق الحساسة والتناسلية، وفي حالتك يجب نفي وجود الفطريات، خاصة في الأطراف السفلية أو مواضع الرائحة.
H. عدم الاستحمام الدوري، أو عند اللزوم، أي: بعد جهد، أو تعرض للحرارة، أو عمل رياضي، أو غيره من موجبات الغسل، ولكن الأمر مختلف عندك؛ لأن الرائحة تفوح بعيد الاستحمام.
ومما يمكن عمله للتغلب على الرائحة هو:
1. تقصي الأسباب وتجنبها وتغيير العادات المؤدية لها.
2. الغسل اليومي.
3. علاج الالتهابات إن وجدت على اختلاف أشكالها وتوضعاتها.
الرائحة الكريهة في العرق قد يكون لها أسباب عديدة، راجعي على الإنترنت المتعلقات بعنوان (Bromohidrosis )، والتي تعني العرق ذا الرائحة الكريهة، ونذكر بتجنب المأكولات المبهرة والبصل والثوم وغيره مما يشك فيه، وانتبهي إلى أن هذه الرائحة تتحسن بزوال الأكل المسبب لها، ولكن على درجات وليس فورا (مثلا: هل تخف مع الصيام)؟
وإن التعرق ذا الرائحة الكريهة غالبا ما يحدث في الإبطين والقدمين أو ما حول المنطقة التناسلية، وغالبا ما يترافق مع:
أ- زيادة التعرق.
ب- سوء وظيفة الغدد العرقية المفرزة.
ج- إنتانات فطرية أو جرثومية. ولذلك ينصح من يعاني من رائحة التعرق أن يستحم بالشامبوهات التي تحوي مواد مبيدة للجراثيم أو الفطريات، ومثالها: شامبو الستيبروكس، أو شامبو نيزورال، على أن يكون استعماله دوريا والغسل به لمدة كافية.
د- تفكك الحموض الدسمة يؤدي لرائحة متميزة.
هـ- بعض أنواع الطعام مثل الثوم، البصل، وفرط تناول البروتينات.
و- أو الانسمام ببعض المعادن الثقيلة، كالزرنيخ وما أظنك تناولته.
أما المعالجة للرائحة الكريهة في العرق:
1. فأولها معالجة السبب إن أمكن (خاصة الطعام والإنتانات الموضعية، وخاصة الفطرية منها).
2. تنظيف عام للجسم وحمامات متكررة.
3. تغيير الألبسة -خاصة الداخلية- والجوارب بشكل متكرر.
4. واستخدام ألبسة غير ضيقة وتجنب التعرق المفرط.
5. تجنب بعض أنواع الطعام مثل كثرة البروتينيات، الثوم، البهارات.
6. تهوية المنطقة.
7. بودرة خاصة للقدمين قبل ارتداء الجوارب أو بودرة خاصة للإبطين.
8. أما الإبطان خاصة فمزيلات الرائحة المتوافرة بمستحضرات مختلفة كثيرة، ومنها الدرايكلور، ولكن يجب الحذر من الحساسية الموضعية الناجمة عن بعض هذه المركبات. ولكن أذكر بأن هناك مزيل رائحة (ديوديرانت) وهناك مزيل تعرق (أنتي بريسبيرانت)، ويمكن الجمع بينهما ولكن البدء بالثاني.
9. صوابين مطهرة مضادة للجراثيم، أو الشامبوهات المذكورة أعلاه.
10. كما يمكن للبوتكس أن يخفف التعرق، وبالتالي تخف الرائحة التي يحملها العرق، حتى ولو كان العرق خفيفا، وأنصح بتجريبه حتى ولو كان تأثيره جزئيا، أو مؤقتا، خاصة قرب المواضع شديدة الرائحة، (وأرجو اعتبار البوتكس هو الحل في حالتك، وهو ما نرشحه لكم من علاج ولكن على أن يجرى بأيد خبيرة أمينة).
11. وآخر الدواء الكي، فإن كانت الغدة التي تفرز العرق القليل بالكمية والكريه بالرائحة لا تستجيب لأي من العلاجات السابقة؛ فهناك الاستئصال الجراحي لهذه القطعة خاصة من جلد الإبط الحاوية على هذه الغدد، وليس من القدمين، وبهذا تنتهي المشكلة إلى الأبد، وهذا الإجراء يحتاج إلى طبيب مجرب، وقد كان من الإجراءات المتبعة قبل عهد البوتكس.
وختاما: فالكلمة الفصل هي لطبيبة ثقة أمينة خبيرة تفحص وتتحرى الأسباب، ولو احتاجت العديد من التحريات والاستشارات لبقية الزملاء حتى تصل إلى التشخيص.
وبالله التوفيق.