السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تزوجت برجل كريم فاضل، ولم أر منه إلا طيبا - ولله الحمد - غير أنه تأتيني وساوس لا أعرف سببها ودواعيها، رغم أنه يفهمني ويطمئنني ويتصل بي مرارا، ويؤكد أنه على العهد والوعد وأنه سيعمل جاهدا لاستقدامي، وقد يكون من دواعي تلك الوساوس أنني لم ألتحق به في بلده بعد، أو بسبب تجربتي السابقة.
علما بأني أصدقه فهو رجل صادق ونبيل بشهادة من حولي ومن تقربوا منه، ودائما يذكرني بالعهد والميثاق الذي صار بيننا، فهو زوجي على سنة الله ورسوله، ولا أدري ما سبب هذه المخاوف التي تلاحقني وتكاد تقضي علي.
ثانيا: أعاني من الحسد والعين بشدة حتى من أقرب الناس إلي، ويظهر ذلك في أقوالهم وأفعالهم، وقد أخفيت عن الجميع أمر ذهابي للعمرة خوفا من الحسد، حيث أشعر أنهم يتمنون زوال النعمة مني، وقد صرت لا أحبهم وأكره الجلوس معهم وأحصن نفسي دائما لكني لا أنجو منهم، وقد أصابني شيء كثير من العين ترك أثره علي، أسأل الله أن يخفف عني، فكيف أدفع تلك العين؟!
أفيدوني وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولوا الفضل، وأنت بإذن الله منهم، ومن لا تشكر الناس لا تشكر الله، ونحن في الشبكة الإسلامية نبادل إخواننا وأبناءنا وبناتنا وأمهاتنا المشاعر، وشرف لنا أن نكون في خدمتهم، ونسأل الله أن يجمعنا بهم في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، وشرف لنا أن نكون في عون الشباب والفتيات والصغار والكبار، ونحن أيضا سعداء بهذا التواصل مع الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وأما بالنسبة لما في نفسك من المخاوف فتعوذي بالله من الشيطان الذي همه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم إلا بشيء قدره مالك الأكوان، ولا تشغلي نفسك بكلام الحاسدين وتصرفاتهم، وتعوذي بالله من شر كل ذي شر، واعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك.
ونحن سعداء بحرصك على الأذكار والدعاء والطاعات، فإن في ذلك الحماية والنجاة بحول الله وقوته، ونتمنى أن لا تستمري مع المشاعر السلبية، وقدمي الخير وانتظري الشكر من الله، واعلمي أن من أهداف الشيطان غرس العداوة والبغضاء بين الأرحام بمثل هذه الأشياء، والمؤمنة تردد ما ورد في كتاب الله عز وجل: ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون))[التوبة:51].
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالمواظبة على أذكار الصباح والمساء، وعليكم بقراءة الرقية الشرعية، ولا تبتعدي عن أهلك وأحسني إليهم، نسأل الله أن يلحقك بزوجك وأن يسعدك به، وتذكري أنه اختارك من دون النساء، واحمدي الله على نعمه لتنالي بشكرك المزيد، ومرحبا بك مجددا في موقعك، ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
وبالله التوفيق والسداد.