السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 25 سنة، منذ طفولتي المبكرة، وأنا عندي مشكلة الصعوبة في الكلام أو التأتأة، حيث أنه عندما يسألني أحد يلزمني بعض الوقت حتى أجيب، وأحيانا أخرى لا أستطيع إكمال ما أريد قوله، لكن -ولله الحمد- أكملت دراستي، والآن أعمل، وذهبت إلى عدة أطباء ولم يقل لي أحد أن المشكلة عضوية، وتزداد مشكلة الكلام عندي سوءا عندما أكون في حالة نفسية سيئة.
وأظن أن سبب المشكلة نفسية، وأريد أن أعرف منكم إذا كان هناك علاج لحالتي وما هي طبيعة هذا العلاج؟ أي هل يلزمني العلاج بالأدوية فقط أو أنه ضروري من جلسات العلاج النفسي أو التخاطب أو هما معا؟ وماذا علي فعله؟ وكم يستغرق العلاج من الوقت؟
أريد أن تتحسن قدرتي على الكلام لأني أحب الدعوة إلى الله وأحب المناقشة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التأتأة في الكلام بالطبع تكون أكثر وضوحا في مرحلة الطفولة، وهي تكثر لدى الذكور أكثر من الإناث، كما أن هنالك ميولا لئن نجد التأتأة في وسط بعض الأسر دون غيرها، وهذا يدل أن عامل الوراثة ربما يلعب دورا في ذلك.
الحمد لله أنت أكملت دراستك والآن دخلت في سوق العمل، وهذا يدل أن هذه التأتأة لم تكن عاملا في تأخيرك وهذا من فضل الله تعالى.
هذه الثقة التي اكتسبتها في نفسك وذلك بإنجازك في المجال التعليمي - وكذلك في محيط العمل - هي في حد ذاتها تكون حافزا من أجل التحسن.
هنالك خطوات علاجية كثيرة تساعد إن شاء الله في زوال أو على الأقل التخفيف من التأتأة، وأول هذه الخطوات هي:
(1) أن تعرفي الحروف أو الكلمات التي تجدين فيها صعوبة، وبعد ذلك تتخيري هذه الحروف وتكتبيها وتحاولي أن تنطقيها بصوت عال عدة مرات.
(2) أن تختاري الكلمات التي تبدأ بالحرف الذي تجدين فيه صعوبة في نطقه، فاختاري خمسين كلمة تبدأ بالحرف الذي يصعب عليك نطقه، وكرري بعد ذلك الكلمة بصوت عال، ويستحسن أن تقومي بتسجيل هذه الكلمات على مسجل ثم الاستماع إليها مرة أخرى، هذا التمرين يحتاج إلى تكرار يومي، ومن المفترض أن يشمل كل الحروف التي تجدين صعوبة في نطقها.
(3) التدريب على التنفس الصحيح، وهو أن تملئي صدرك بالهواء قليلا عند بداية الكلام، فإن هذا يساعد كثيرا.
(4) الكلام ببطء.
(5) قراءة القرآن بالتجويد وبالتؤدة وتعلم مخارج الحروف الصحيحة تساعد في زوال التأتأة.
(6) هناك بعض الأدوية التي تساعد في تقليل التأتأة، حتى وإن لم يكن القلق عاملا فيها، فهنالك عقار يعرف تجاريا باسم (سيرانيز Serenace) ويعرف علميا باسم (هلوبربادول Haloperidol) يمكنك أن تتناوليه بمعدل نصف مليجرام ليلا لمدة أسبوع، ثم ترفعي الجرعة إلى نصف مليجرام صباحا ونصف مليجرام مساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضي الجرعة إلى نصف مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
ربما أيضا يكون من المفيد أن تذهبي لمقابلة أخصائي التخاطب وذلك من أجل جلسات تخاطبية تساعد في علاج هذه التأتأة، ولا أعتقد مطلقا أنك في حاجة لمقابلة الطبيب النفسي.
هنالك دراسات أيضا تشير أن التدريب على تمارين الاسترخاء يعتبر مفيدا وجيدا، وهنالك أشرطة وكتيبات توضح كيفية تطبيق هذه التمارين بصورة صحيحة، فيمكنك الحصول على أحد هذه الأشرطة، ومحاولة اتباع التعليمات والإرشادات الموجودة بها، وفي ذات الوقت يمكن لأخصائي التخاطب أن يقوم بتدريبك على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين الاسترخاء المتعلقة بالتنفس التدريجي.
عموما إذا كان هنالك صعوبة في كل ذلك فسأقدم لك شرحا موجزا عن كيفية هذه التمارين:
عليك أولا أن تتأملي في حالة استرخائية كاملة ويجب ألا تشغلي ذهنك بأي أمر آخر، بمعنى أن تخصصي وقتا حوالي ثلاثين دقيقة إلى أربعين دقيقة وتعرفي أنك الآن في جلسة علاجية استرخائية لا تتحمل أي نوع من الضوضاء أو الإزعاج أو الانشغال، وتذكري لحظات جميلة وسعيدة في حياتك – هذا يساعد – أو يمكنك أن تستمعي إلى شريط من القرآن لأحد القراء بصوت منخفض، هذا أيضا وجد أنه جيد جدا.
بعد ذلك أغمضي عينيك قليلا وافتحي فمك أيضا قليلا، ثم خذي نفسا عميقا وبطيئا -وهذا هو الشهيق- ويجب أن يكون عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلأ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلا، ثم بعد ذلك أمسكي على الهواء في صدرك قليلا لمدة خمس ثوان، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراجه أيضا بكل قوة وبكل بطء.. كرري هذا التمرين خمس إلى ست مرات بمعدل مرة صباحا ومرة مساء.
أسأل الله أن يحل هذه العقدة من لسانك، وأرجو ألا تنزعجي أبدا لهذه الحالة، فأنت ـ الحمد لله ـ قد تخطيت الكثير من العقبات، وأسأل الله تعالى أن يحقق لك أمنيتك في أن تكوني داعية إلى الله، وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للتأتأة: ( 267560 - 267075 - 257722 ).
وبالله التوفيق.