السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري (21) سنة، مريض وأحس بآلام في الظهر، وعدم القدرة على النوم، وقد ذهبت إلى معالج وعالجني بالجن، وإلى الآن لم أنل الصحة الكاملة، وأنا وعدته بالاستمرار عنده، واكتشفت بعد ذلك أنه يتعامل بالجن ماذا أفعل؟
أخاف أن يضرني؛ لأنه قال: كلم رئيس الجن لأجل يحل موضوعي، فالآن ما أدري ما الحل؟
أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنك السوء والفحشاء، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يعافيك من كل علة، وأن يصرف عنك كل داء.
وبخصوص ما ورد برسالتك – ابني الكريم الفاضل – من أنك مريض وتحس بآلام في الظهر وعدم القدرة على النوم إلى غير ذلك، فإن هذا كله قد يكون علامة فعلا من علامات المس، وقد يكون من علامات السحر، وقد يكون مرضا عضويا، ولذلك أنصحك بداية أن تتوجه للعلاج بالرقية الشرعية، لأنها سهلة وبسيطة ولن تكلفك شيء، فإذا لم تجد راحة فلتتوجه إلى العلاج الدوائي لاحتمال أن تكون هذه الأعراض إنما هي بسبب أمراض عضوية تعالج عن طريق الطب - بإذن الله تعالى – لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تداووا عباد الله فإن الله ما خلق داء إلا جعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله).
فكل مرض له علاج، ولكن علاج هذا قد يكون معروفا لدى الأطباء وغير معروفا لدى البعض الآخر، أو قد يكون معروف في منطقة معينة وغير معروف في منطقة أخرى، فقد يكون هذا المرض الذي عندك سببه كما ذكرت لك إما مس وإما حسد وإما عين وإما سحر، وقد يكون سببه مرضا عضويا ولكن يستطيع الأطباء - بإذن الله تعالى – أن يكتشفوه، ولكني أقول لك ابدأ بالرقية الشرعية لأنها بسيطة، فأنت تستطيع أن تعالج نفسك بنفسك، فالحمد لله تستطيع الذهاب لأي مكتبة إسلامية وتأخذ أشرطة الرقية الشرعية أو بعض الكتب التي تتكلم عن العلاج بالرقية الشرعية، حتى على الإنترنت مواقع تتكلم عن الرقية الشرعية لو دخلت على (جوجل) - موقع بحث - وكتبت مثلا (الرقية الشرعية) ستخرج عندك الآيات والأحاديث والطرق وكل شيء.
إذا استطعت أن تعالج نفسك بنفسك فذلك حسن، وإذا لم تستطع فتستعين بأخ معالج شريطة أن يكون ثقة، وأن يكون صاحب علم شرعي، وأن يكون معروفا بأنه لا يعالج بالدجل أو الشعوذة، لأنك يبدو أنك ذهبت إلى رجل يعالج بالجن والسحر وهذا حقيقة لا يعالج وإنما قد يأخذ منك جنيا ويعطيك جنيا آخر لتظل على علاقة به يستنزف أموالك ويتحكم في حياتك، ولكن لا ملك الجن ولا رئيس الجن يستطيع أن يصنع لك شيئا إلا بأمر الله تعالى.
فإن رئيس الجن عبد لله كما أنك أنت أيضا عبد لله، فلا تخف أحدا سوى الله، لا رئيس الجن ولا ملك الجن ولا عفريت الجن ولا الساحر ولا غيره؛ لأن هؤلاء جميعا لن يضروك إلا بأمر الله تعالى، لابد أن يكون عندك يقين – ولدي محمد - أن الضار هو الله والنافع هو الله، لابد أن يكون عندك يقين – ولدي محمد – أنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، فالذي أراده الله سيكون والذي لم يرده الله لا يمكن أن يكون أبدا، وهذا ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
ولذلك أنصحك بداية لا تلقي بالا لما حدث ولا تخف هذا الكلام الذي حدث من هذا الرجل الذي يعالج بالجن، وإنما اذهب إلى رجل ثقة من الصالحين وهم كثر في كل مكان، اسأل أئمة المساجد وغيرهم وسوف تعرف؛ لأن في كل بلد إخوة يعالجون بالرقية الشرعية بعيدا عن أي شبه وعن أي استعانة بالجن أو غيره.
بإذن الله تعالى إن شفيت وعوفيت وأكرمك الله فهذا ما نرجوه، أما إذا لم تتحسن حالتك فأنصحك أن تذهب إلى الأطباء؛ لأن آلام الظهر هذا قد يكون من الأعصاب وقد تكون من العظام أو غيره، وإن شاء الله تعالى ستجد علاجا لك عاجلا - بإذن الله تعالى – ولكن ثق وتأكد أنه لا يمكن لأحد أن يضرك، لا يقول لك أكلم رئيس الجن ولا أكلم ناطور رئيس الجن، وإنما الضار والنافع هو الله، وعليك أن تتوجه إلى الله بالدعاء – يا ولدي – أن يشفيك الله تعالى، واطلب من والديك الدعاء لك؛ لأن دعاء الوالدين لا يرد، دعاء الأم لا يرد يا ولدي، فاجعلها تدعو لك واجعل والدك يدعو لك وأخواتك يدعون لك وأقاربك يدعون لك، وأي عبد صالح يدعو لك، ونحن أيضا سندعو لك أن يشفيك الله، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك من كل سوء وأن يعافيك من كل بلاء، وخذ بالأسباب - يا ولدي – ودع النتائج على الله، واعلم أن الله لا يضيع أهله.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الاستشارات التالية حول حكم إتيان السحرة: ( 266394 - 269439 - 265602 - 264604 ).
هذا وبالله التوفيق.