التوفيق بين الدراسة والعمل.. وكيفية تنظيم الوقت

0 716

السؤال

السلام عليكم.

أنا أدرس وأعمل بنفس الوقت جميع أيام الأسبوع ما عدا الجمعة، تبدأ جامعتي من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الواحدة ظهرا، ومن الساعة الثانية ظهرا حتى الساعة السادسة مساء، وأعود إلى البيت في الساعة السابعة مساء، ولا أستطيع الدراسة لأنني أكون متعبة جدا وتخصصي صعب جدا.

وأنام مباشرة عند عودتي إلى البيت ولا أستيقظ إلا في الصباح وأنا لم أدرس نهائيا ولا أعرف ماذا سأفعل؟ وكيف أنظم وقتي؟ وهل أنام أم لا؟

أرجو المساعدة والنصيحة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزك الله خيرا وبارك الله فيك، ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
أبدأ بأن أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والنجاح، وأشكرك كثيرا على هذا الجهد وعلى هذه المثابرة، وأسأل الله تعالى أن يثبتك وأن يقويك وأن يعطيك الطاقة والمقدرة لإنجاز ما تودين الوصول إليه.

حقيقة مع هذا الجهد العظيم الذي تقدمينه لابد أن تشعري بقيمة نفسك، فأنت الحمد لله تؤدين عملا جيدا، فإن هذه الساعات الطويلة من الدراسة ومن التعب ومن محاولة التحصيل، لابد أن تكون دافعا ومشجعا وحافزا إيجابيا لك.

القليل جدا من الناس يستطيع أن يقوم بهذا، فإذن لابد أن تستشعري بقيمة ما تقومين به، ولابد أن تحسي بالرضا؛ لأن الشعور بالرضا هو من أعظم التفاعلات النفسية الوجدانية التي تجعل الإنسان مثابرا ومرتاحا لما قام بإنجازه.

الأمر بسيط جدا في نظري، ويجب أولا أن تحاولي التركيز التام في أثناء اليوم الدراسي وتستوعبي ما يلقى من محاضرات ودروس بقدر المستطاع.

ثانيا: أرى أن أفضل وقت لك للمذاكرة والتحصيل هو الصباح بعد صلاة الفجر، بعد أدائك للصلاة تناول كوب مركز من القهوة.

ثم بعد ذلك اجلسي من أجل الدراسة، فلقد وجد أن الاستذكار في الصباح يعادل أضعاف الاستذكار في غير هذا الوقت، هذا الكلام ليس فيه مبالغة، حيث إن الإنسان حينما يكون مستيقظا من النوم خاصة النوم الليلي - الذي يعرف أنه أكثر أنواع النوم صحة وجودة – تكون كل موصلاته العصبية وتركيزه ووجدانه في أحسن حالات الفعالية مما يجعله يستوعب.

أقول لك: إنك إذا درست ساعة واحدة في الصباح هذه - إن شاء الله تعالى - تعادل ثلاث أو أربع ساعات في المساء، فأرجو أن تتحيني هذا الوقت، وتذكري - ابنتي الكريمة الفاضلة – أن في البكور البركة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بارك الله لأمتي في بكورها)، وقال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، فالصباح دائما فيه بركة وفيه خير كثير، فهذا في نظري سوف يكون حلا جذريا لعدم مقدرتك في توزيع وقتك بالصورة الصحيحة.

ونصيحتي لك أيضا أن تقومي بإجراء بعض التمارين الرياضية البسيطة في المساء حينما تحضرين من الدراسة، وإذا استطعت بعد أن تستجمي قليلا وتتناولي طعام العشاء إذا درست أيضا لمدة ساعة أو نصف ساعة أو ساعة قبل النوم فهذا سوف يكون كافيا جدا، ويوم الجمعة هو اليوم للعطلة الأسبوعية وهو يوم خير وبركة أرجو أيضا أن تستفيدي بقدر المستطاع من هذا اليوم.

وبجانب الدراسة أيضا خصصي وقتا لراحتك ووقتا للترويح عن النفس بما هو معقول، فإن شاء الله سوف تجدين أنك أصبحت أكثر قدرة على المذاكرة وعلى التحصيل.

أرجو ألا تدعي هذا الشعور السلبي وهو أنك لم تدرسي نهائيا ولا تعرفي ماذا تفعلين، هذا الشعور يجب ألا يجد إلى نفسك سبيلا، فقولي: (الحمد لله أنا لدي مقدرات وسوف أدرس الآن وسوف أبدأ الآن، وإن شاء الله سأوفق، وأنا لدي المقدرة ولدي الاستعداد)، هذا هو النظام الصحيح.

أما بالنسبة للنوم نقول لك لابد أن تنامي، فعلى العكس تماما نقول لك نامي وخذي راحتك في النوم، ويجب ألا يقل نومك عن ست ساعات بأي حال من الأحوال، نامي لأن النوم هو الذي يكون الطاقات الداخلية للإنسان، والنوم حاجة بيولوجية ضرورية جدا، وأنت إذا لجأت للسهر ولجأت لقلة النوم والتعب فهذا لن يفيد وسوف تتشتت أفكارك ولا تستطيعين التركيز مطلقا.

إذن قسمنا الوقت ما بين الدراسة الصباحية وممارسة الرياضة البسيطة في المساء وتناول كوب من القهوة وتخصيص وقت كاف للنوم، والترويح عن النفس، ولابد أن يكون لك الثقة والدافعية والقوة والإصرار على النجاح، وأنت الحمد لله من الواضح أن لديك أهدافا وأهدافا واضحة جدا، فهذه الأهداف في حد ذاتها سبيلا للنجاح.

بارك الله فيك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات