السؤال
السلام عليكم.
أمي وأبي يلحان علي في أمر الخطبة الآن، وأنا كنت أرسلت لسيادتكم استشارة بخصوص أمر الخطبة فنصحتموني بأن لا أتقدم لأحد حتى أكون جاهزا في الوضع الذي يتناسب مع ظروفي وإمكانياتي، ولأن طول فترة الخطبة يؤدي إلى تفاقم المشكلات وأنا في غنا عنها.
ولكن توجد طريقة يمكن أن أتزوج بها بعد سبعة أشهر - إن شاء الله - وهي أن أتزوج في شقة نظام المدة (خمس سنوات مثلا) ولكني أشعر أن هذه الطريقة في الزواج فيها نوع من عدم الاستقرار.
أقول لنفسي بعد أن تمر مدة تأجير الشقة أين سأذهب، أنا الآن بمفردي ولكني بعد الزواج ستكون هناك أسرة وسيكون الأمر صعبا، فبماذا تنصحوني هل أتزوج بهذه الطريقة أم أنتظر حتى أجد مسكنا مستقرا؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالهادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيك وأن يثبتك على الحق، وأن يوسع رزقك وأن ييسر أمرك، وأن يمن عليك بزوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، وأن يرزقك بر والديك ورضاهما عنك، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك من أن الوالدين – حفظهما الله – يلحان عليك في أمر الخطبة، وسبق أن استشرت فقلنا لا داعي للخطبة الطويلة لأنها تترتب عليها مشاكل، وأنت قد عرضت الآن طريقة تقول يمكن أن تتزوج بها بعد سبعة أشهر وهي أن تتزوج في شقة نظام المدة خمس سنوات، ولكنك تشعر بأن هذه الطريقة في الزواج فيها نوع من عدم الاستقرار وتقول في نفسك بعد أن تمر هذه المدة أين تذهب؟
هذا الكلام لا ينبغي أن تفكر فيه بهذه الطريقة، أولا أنت تعلم أن الله تبارك وتعالى قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، فإذن أنت لك رزق سوف يأتيك طال الزمان أم قصر، والنبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، فرزقك الذي في خزائن الله سوف تأخذه بالكامل، وأنت لا تدري الآن ما هو مقدار رزقك عند الله تعالى، ولكن أمامك الفرصة الآن للاستقرار، أولا لإرضاء والديك - بارك الله فيك – وهذا من أهم الأمور التي سيكرمك الله ببركته ويوسع رزقك.
الأمر الثاني: أنت شاب وصلت إلى السادسة والعشرين من عمرك تحتاج إلى غض بصرك وتحصين فرجك.
الأمر الثالث: تحتاج إلى ذرية صالحة تستطيع تربيتها الآن وأنت في شبابك بدل من أن يأتيك أبناؤك وأنت كهل كبير لا تستطيع أن توجه أحدا منهم إلى شيء.
الأمر الرابع: الخمس سنوات هذه فرصة، فاستعن بالله عز وجل وتوكل على الله وعجل بالزواج وادخل في هذه الشقة وبعد ذلك يقضي الله أمرا كان مفعولا.
واعلم أن الله لا يضيع أهله، ما دمت أنت تريد الخير فإن الله لن يتخلى عنك أبدا، أنت تريد أن تغض بصرك وتحصن فرجك وتؤسس أسرة مسلمة، ومعك سلاح كبير وهو رضا الوالدين، أقول: توكل على الله ولا تفكر في المستقبل، خمس سنوات الله أعلم من يحيا ومن يموت، فاستعن بالله عز وجل وتوكل على الله وتزوج في أقرب فرصة - بإذن الله تعالى – واحجز شقة في هذه الشقق بهذا النظام، وفي أثناء هذه - إن شاء الله تعالى – سوف ترى الكثير من الشقق الآن وسوف يفتح الله عليك، تكون أمامك فرصة خمس سنوات تستطيع أن تبحث براحتك، ولعل الله أن يوسع عليك فتشتري شقة بدلا من أن تستأجر، فأنت الآن تنظر إلى واقعك فتحكم على مستقبلك من خلاله، ونسيت أن المستقبل بيد الله لا يمكن لأحد أن يحكم عليه، كم من صعاليك ما بين عشية وضحاها أصبحوا عظماء وأصبحوا من أصحاب المليارات، بل بعضهم أصبح رئيس دولة.
إذن - بارك الله فيك – لا تفكر بهذه الطريقة، استعن بالله ما دام الأمر متاحا الآن وتوكل على الله واكسب رضا والديك ورضا الله من رضا الوالدين وسخط الله من سخطهما، فالله عنك راض ولا تتوقف ولا تفكر في خلاف ذلك، ولعلك أن تبشرنا في القريب العاجل بأنك قد تقدمت لفتاة وعقدت عليها وتزوجت، وأبشر بفرج من الله قريب، واعلم أن هذه الفتاة ستأتي ويأتي رزقها معها، فأنت الآن تعيش في رزق واحد وهو رزق عبد الهادي، أما غدا عندما تأتيك هذه الأخت سيكون رزقها بجوار رزقك، رزقان في مكان واحد سيبارك الله تبارك وتعالى فيهما - بإذن الله تعالى -.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يمن عليك بزوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، وتعينك على بر والديك، ولكن أهم شيء أحسن الاختيار، ولا تتعجل، أحسن الاختيار ولا تتعجل يا - أخي عبد الهادي – حتى لا تندم بعد ذلك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
والله ولي التوفيق.