علاج الوساوس القهرية المرتبطة بفرط النظافة

0 335

السؤال

السلام عليكم.

أقوم بغسل الفواكه والخضروات بسائل تنظيف الأطباق منذ عامين، وذلك عندما يقوم الناس بلمسها، بسبب أنني أنفر من نوع معين من الدبابيس، ولا أعرف السبب في ذلك فقد كنت طبيعية، فما هو العلاج الدوائي؟

علما بأن هذه الوساوس في موضوع الطعام فقط.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن هذه وساوس قهرية، فالوساوس قد تكون أفكارا أو خواطر أو صورا عقلية أو اندفاعات أو مخاوف أو أفعالا حركية تأخذ الشكل الطقوسي مثل الذي تفعلينه الآن، وهذه الأفكار والأفعال تكون متسلطة على الإنسان ويحاول الإنسان التخلص منها أو طردها ويسبب له هذا نوعا من القلق، وقد وجد أن القلق والتوتر المصاحب للوساوس يضعف بمرور الوقت.

والعلاج السلوكي لابد أن يصاحب العلاج الدوائي؛ لأن العلاج السلوكي يعتبر مهما وضروريا وفعالا ويمنع الانتكاسات، ويبدأ العلاج السلوكي بأن تفهمي بصورة قاطعة أن الذي تقومين به هو فعل وسواسي متسلط عليك ولكنه فعل سخيف ولذا لابد أن يوقف، والمبدأ السلوكي الأساسي هو أن تقومي بما يعرف بالتعريض أو التعرض مع منع الاستجابة، والتعرض هنا بأن تحضري الفاكهة وتقومين بغسلها مرة واحدة بالماء فقط وبعد ذلك تقومين بأكلها، ولابد أن توقفي الغسل بسائل التنظيف تماما، واعلمي أن هذا أمر غير صحي؛ لأن هذه السوائل المنظفة سوائل مضرة وهذا الفعل فعل شاذ ولا يليق بك أبدا.

وأنصحك بأن تقومي بتطبيق التمرين السابق مع بقية أعضاء الأسرة أو مع أحد أفراد الأسرة بأن تتناولي قطعة من الفاكهة ويتناول أيضا قطعة من الفاكهة، وتتبع أنت نفس النمط، بأن تغسل الفاكهة بالماء مرة واحدة ثم بعد ذلك تقومي بأكلها.

كرري هذا العمل بمعدل مرتين في اليوم، وبعد ذلك إن شاء الله سوف تجدين أن الأمر قد قل جدا، وسوف يكون من الممتاز أن تضعي هذه الدبابيس التي تحسين بالاشمئزاز حين تنظرين إليها أو تتعاملي معها، فضعيها في نفس الصحن أو الطبق الذي عليه الفاكهة، وهذه نصيحة علمية مهمة، ونقصد هنا بأن تتعرضي بقوة إلى مصدر المخاوف، فضعي هذه الدبابيس بالقرب من الفاكهة وبعد ذلك خذي الفاكهة واغسليها بالماء مرة واحدة ثم قومي بأكلها، فهذا هو العلاج النفسي الصحيح، ولابد أن تمنعي هذه الاستجابة والتي هي الغسل بسائل تنظيف الأطباق.

وأنت محتاجة لتغيير معرفي داخلي، بمعنى أن تتأملي هذه الفكرة وسوف تجدي أنها سخيفة، وهناك تمارين آخر يمكن أن يساعدك فيه أحد أقربائك: اجلسي وتأملي في هذه الفكرة – فكرة نظافة وغسيل الفاكهة بسائل تنظيف الأطباق – كرري: (سوف أقوم بغسل الفاكهة بسائل تنظيف الأطباق) كرري ذلك باستمرار، وفي أثناء تكرارك لهذه الجملة يقول لك هذا القريب الذي يجلس بجانبك: (أوقفي هذا التفكير أوقفي هذا التفكير)، وأنت من ثم تقولين: (لقد أوقفت هذا التفكير، إنه سخيف)، ويجب أن تشرحي هذا التمرين للأخ والأخت الذين سيقومون بمساعدتك في هذا التمرين.

وهناك تمرين آخر وهو أن تربطي بين هذه الفكرة وهذا الفعل وإحساس أو فعل مخالف، تأملي أنك تودين غسيل الفاكهة بهذا السائل وفي أثناء هذا التأمل أو حتى يمكن أن تبدئي في الإقدام على الغسيل بهذا السائل ولكن لا تكملي ذلك، وفي أثناء هذا التفكير والإقدام على الغسيل قومي بالضرب على يدك بشدة على جسم صلب ومؤلم حتى تحسين بالألم الشديد.

والهدف من ذلك هو أن تربطي وتزاوجي ما بين السلوك الوسواسي والألم، لاشك أنه استشعار منفر واستشعار مخالف تماما للفعل الوسواسي، فقد وجد هذا التزاوج وهذا الترابط وهذا الإطباق ما بين الإحساس المضاد والسلوك الوسواسي سوف يضعف هذا السلوك الوسواسي، ولا شك أن هذا التمرين يحتاج إلى جدية ويحتاج إلى أن يكرر عدة مرات بصفة يومية.

يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي وهناك أدوية كثيرة فعالة وجيدة، ولكن الأدوية لابد أن تكون مصحوبة بالعلاج السلوكي، ومن أفضل الأدوية العقار الذي يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة (عشرين مليجراما) يوميا بعد الأكل لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى كبسولتين (أربعين مليجراما) في اليوم، واستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضي الجرعة بعد ذلك إلى كبسولة واحدة في اليوم، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهذا الدواء من الأدوية الطيبة والسليمة وغير الإدمانية والفعالة.

وتوجد أدوية أخرى مثل العقار الذي يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، وعقار آخر يعرف تجاريا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، ولكن البروزاك سوف يكون كافيا ويساعدك إن شاء الله تعالى تماما على التخلص من هذا الفعل الوسواسي الطقوسي الحركي.

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات