السؤال
عندي أخ عمره 30 سنة، وهو عديم الفهم، ولا يستوعب ما يقال له بسهولة، هو موظف في وزارة الصحة ومتخرج من الثانوية، وقد زوجناه قبل 4 أشهر، واكتشفت زوجته أنه إنسان لا يفهم ولا يستوعب بسهولة.
وقد اشترينا له سيارة وعلمناه السواقة وهو يسوق الآن، لكن لا يجيد التعامل مع السيارة بالشكل الصحيح، ودائما ما ينسى أغراضه ويضيعها، وهو هادئ الطبع وإنسان يعرف الصح من الخطأ، ويتكلم بكلام صحيح، لكنه درويش جدا ولا يعتمد عليه، وهو رياضي ويحب قراءة الصحف الرياضية، فما تشخيص الحالة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو شيماء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه مما ورد في رسالتك في وصف حالة هذا الأخ نستطيع أن نقول إنه يعاني من محدودية في الذكاء، وأنا لا أحب أن أستعمل كلمة (التخلف العقلي)؛ لأنها تشكل وصمة اجتماعية كبيرة.
الذكاء يقسم إلى (الذكاء التطبيقي أو المهني، والذكاء الكلامي أو اللغوي)، هنالك بعض الناس لديهم القدرة على التعبير الجيد ولا يستطيعون القيام بالأعمال ذات الطابع المهني، وهناك العكس.
والذكاء يقسم إلى ذكاء مرتفع وإلى ذكاء عادي وذكاء متوسط، ودرجة الذكاء الحدية – هذا أيضا قسم مهم جدا – ونعني بالحدية أن هذا الشخص ما بين التخلف وما بين الذكاء الطبيعي، وهنالك درجة بعد الدرجة الحدية وهي: التخلف العقلي البسيط، ثم التخلف العقلي المتوسط، ثم التخلف العقلي الشديد، ثم التخلف العقلي الشديد جدا والمطبق.
هذا الأخ أعتقد أنه يعاني من درجة بسيطة من قلة في الذكاء أو ما يمكن أن نسميه بالقدرة المعرفية، ولكن في ذات الوقت هذا الأخ - بفضل الله تعالى – قد تم تأهيله، وأعني بتأهيله أنه قد اكتسب مهارات كثيرة، هذا الأخ ـ الحمد لله ـ له وظيفة، ومتخرج من الثانوية، وله زوجة، ويستطيع أن يقود السيارة وإن كان لا يجيد ذلك.
فحقيقة المنهج الذي تم انتهاجه هو المنهج الصحيح بأن يساعد ويؤهل اجتماعيا بقدر المستطاع.
فإن شاء الله يمكن لزوجته الفاضلة أن تقوم بمساعدته وتوجيهه دون أن تقلل من حقه في القوامة أو من حقه كرجل وزوج، هذا مهم جدا وضروري جدا.
وبالنسبة لقيادة السيارة: فلابد أيضا من أن ينصح ألا يسوق السيارة إلا في الشوارع المعتاد عليها، هذا أيضا يجعله أكثر اطمئنانا، ونسأل الله تعالى أن يحفظه من الحوادث وما شابه ذلك.
اهتمامه بالرياضة هذا أمر أيضا لا بأس به، فالرياضة أمر جيد، وقراءته للصحف الرياضية هو جزء من اهتمامه ومن هوايته، ويجب ألا نحرمه من هذه الهواية.
فالذي أقوله لك إن هذا الأخ يعاني من المحدودية، ولكني أرى أنه أيضا قد تأهل تأهيلا اجتماعيا جيدا، وأرجو أيضا أن يكون حريصا على صلواته وأن يدرك الصلاة بصورتها الصحيحة، وسيكون من الجيد أيضا أن يشارككم في كل المناسبات الاجتماعية، دائما حاولوا أن تحثوه على ذلك وتشجعوه على مشاركتكم في التواصل الاجتماعي؛ لأن هذا أمر مهم يعطيه الاعتبار، وفي نفس الوقت يساعد على زيادة مهاراته الاجتماعية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق.